عشرات الإعلاميين من دول مختلفة، يستضيفهم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.. الاستضافة تأتي ضمن جولة نظمتها وزارة الإعلام السعودية للطواقم المكلفة بتغطية أول موسم للحج بعد جائحة كورونا.
صحفيون من موريتانيا والمغرب والسودان ومصر والعراق، وآخرون من باكستان وتركيا والهند ومن دول جنوب شرق آسيا، وأوروبا استقدمتهم السلطات السعودية لتغطية مناسك الحج هذا العام.
يقف عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، تركي بن سلمان عبد الله العمرو، أمام الصحفيين متحدثا عن واحدة من أهم مبادرات موسم الحج الجارى، ويخطط المعهد لتوسيعها، وهي “مبادرة الحجر الأسود الافتراضي”.
تحاكي المبادرة ألتماس الحجر الأسود بشكل افتراضي، في بيئة خيالية مطابقة للبيئة المادية، وتشمل الحواس البشرية كافة كالرؤية واللمس والسمع والشم.
يعتبر تركي في حديثه أمام الصحفيين أن هذه المبادرة ستسهم في توعية ضيوف الرحمن، في مرحلة ما قبل الوصول، وإثراء تجربتهم الثقافية.
ترتكز المبادرة على استعمال النظارات ثلاثية الأبعاد، تنقل صاحبها مباشرة إلى الحرم المكي، مع مجسم صغير للحجر الأسود يعطي لمسه نفس إحساس لمس الحجر الأسود الحقيقي.
وتمكن النظارات مستخدمها من مشاهدة كل زوايا المسجد الحرام، والكعبة المشرفة، بدرجة من القرب قد لاتتاح للحجاج الذين يطوفون في صحن الكعبة.
ويضيف تركي بن سلمان، أن المبادرة يعكف عليها فريق من الخبراء، من ضمنهم مختصون في قياس المشاعر، لمعرفة مدى تفاعل المشمولين في مبادرة محاكاة الحجر الأسود الإفتراضي، خاصة أنها تضع المستخدم في مكان لا يتمكن من الوصول إليه معظم الحجاج بسبب الزحام.
الصحن.. أكثر مكان ازدحاما في العالم
عميد معهد خادم الحرمين الشرفين، قال خلال عرض المبادرة، إن صحن الكعبة الشريفة، هو أكثر مكان ازدحاما في العالم، بمعدل عشرة أشخاص في المتر المربع الواحد، ما يعزز من أهمية هذه المبادرة التي ستمكن الحجاج من محاكاة تجربة ملامسة الحجر الأسود بكل تفاصيلها.
الصحفي التركي محمد زاهي غول، الذي جرب ملامسة الحجر الأسود افتراضيا، قال إنها تجربة أشبه ماتكون بالتجربة الحقيقة، مطالبا بضرورة استعمال التكنلوجيا في المشاعر المقدسة لتقريبها من الجميع.
زاهي غول قال في حديث لصحراء ميديا، قال إن مثل هذه التجربة إذا طبقت داخل الكعبة، سيكون ذلك أمرا رائعا، لأنها ستتيح لأكثر من مليار مسلم القيام بجولة داخل الكعبة، وهو أمر لايمكن للحجاج أنفسهم معايشته.
وتحدث محمد زاهي، الذي يتولى رئاسة أندبينديت التركية، عن ضرورة إدخال المزيد من التكنلوجيا، لتقريب الحج من غير القادرين على الحضور للمملكة العربية السعودية.
المحافظة على البيئة..
يعتمد موسم الحج لهذا العام ، “المخيم المستدام”، وهو مشروع يهدف إلى اعتماد معايير للاستدامة البيئية بمخيمات الحجاج، وتحفيز مؤسسات وشركات حجاج الداخل، لتطبيق تلك المعايير في مخيمات المشاعر المقدسة.
وتقرر هذا العام تقديم جوائز لأفضل المؤسسات والشركات التي التزمت بتلك المعايير البيئية في مخيماتها، خلال موسم الحج.
وسيعمل المشروع بحسب ما أعلن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، على إعداد قائمة بمعايير الاستدامة المرتبطة بإدارة المخيمات بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحج، للإرتقاء بالأداء التشغيلي والبيئة الصحية بالمخيمات.
المشروع يشجع أيضا، على فصل النفايات من خلال عملية فرز دقيقة، ومن ثم إعادة تدوير تلك النفايات لاستعمالها في أمور أخري مستقبلا.
أزيد من 2300 متطوع..
أزيد من 2300 متطوع سجلوا في موسم الحج لهذا العام، غالبيتهم يعمل في المجال الإنساني وهي نسبة تصل إلى 19% من مجموع المتطوعين، فيما سجل 13% من المتطوعين في المجال الصحي.
و 14% في المجال التوعوي والإرشادي، و16% في المجال الإدار والنظامي، فيما توزع بقية المتطوعين على مجالات كـالعمل الإعلامي والتدريب والجانب العمراني والهندسي والبيئي.
ويمر اختيار المتطوعين في مورسم الحج بالتسجيل في منصة العمل التطوعي، واجتياز برنامج التدريب بنسبة لاتقل عن 80%، بالإضافة لحضور اللقاء التعريفي للمشاريع والدراسات التطوعية، قبل أن يستلم الأدوات المطلوبة للعمل التطوعي.
ويسعى الالمعهد إلى الوصول إلى مليون متطوع خلال عام 2030، من خلال توفير البيئة المناسبة لتنمية العمل التطوعي، وتحفيز أكبر عدد من المتطوعين للإشتراك بها.
وسيعمل المعهد على الاهتمام بالمتطوعين وفتح الآفاق أمامهم بحيث تكون مهامهم أقل جهدا وأكبر تأثيرا.