في وضعية تنذر بحدوث جفاف قاس، اتخذت السلطات خطة استعجالية لتوفير الأعلاف، إلا أن الأمطار التي تساقطت خلال الأسابيع الأخيرة، أحيت الأمل في نفوس المنمين الموريتانيين، وسط تخوف من أن تكون مجرد أمطار عابرة، لا موسم خريف سابق لأوانه.
تتوقع الأرصاد الجوية تهاطل أمطار على مناطق مختلفة في البلاد، على أن تتوقف الأمطار على فترات.
ويضيف سيدي ولد محمد الأمين، مدير إدارة التوقعات في الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، في تصريح لـ « صحراء ميديا» أنه يتوقع «تساقط أمطار خفيفة إلى معتدلة وقد تكون قوية في بعض الأماكن في جنوب الحوضين ولعصابة وكيدي ماغا وتكانت وكوركول ولبراكنة واترارزة ».
بعد هذه الأمطار المفاجئة والتي بعثت الأمل في النفوس، يسأل الموريتانيون إن كانوا قد تجاوزا مرحلة الجفاف؟.
يقول المنمي والتاجر، التراد، إن الأعلاف انخفضت أسعارها بشكل ملحوظ بعد أمطار بداية يونيو الماضي، على مستوى ولاية اترارزة، مضيفا «إذا تساقطت أمطار أخرى متقاربة سيتخلى الجميع عن الأعلاف».
ويتابع التراد في تصريح لـ « صحراء ميديا » أن المعلومات التي تحصل عليها أن ولايات الشرق التي حصلت على كميات أكبر من الأمطار «تجاوزت مرحلة الجفاف وتركوا الأعلاف»، وفق تعبيره.
وحسب آخر تصريح لمفوضة الأمن الغذائي فاطمة بنت خطري، بخصوص الأمطار، فإن «برنامج دعم المواشي لهذا العام، مكن قبل موسم الأمطار الحالي من بيع أكثر من 41 ألف طن من الأعلاف، بسعر مدعوم في 80 مركزا للبيع».
وأضافت بنت خطري في تدوينة نشرتها على حسابها في فيس بوك أن عملية بيع الأعلاف بسعر مدعوم لهذا العام مكنت من « إنقاذ الثروة الحيوانية، كما ساهمت بشكل كبير في تثبيت أسعار الأعلاف على عموم التراب الوطني ».
بنت خطري تابعت أن اللجنة الفنية للبرنامج بعد التساقطات المطرية المعتبرة خلال الأيام الأخيرة، تعكف على إعداد تصور شامل للوضعية الحالية « وسيراعي هذا التصور في خلاصاته، وضعية المواشي والأمطار، في جميع الولايات والمقاطعات والبلديات ».
وأوضحت أن « التقييم سيكون دقيقا وشاملا، وعلى أساس ذلك يتحدد مصير البرنامج – متابعة أو توقيفا – بحسب كل منطقة، ومستوى حظها من الأمطار، وحاجة مواشيها للأعلاف ».
وشهدت الأيام القليلة الماضية تساقطات مطرية على مناطق واسعة من الحوضين وبعض الولايات الأخرى، بكميات متفاوتة، وهو ما استبشر به المنمون به خيرا، على أمل أن تشكل خروجا من مرحلة خطر الجفاف، التي كانت تهدد البلاد.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، وبسبب الإجراءات الصحية التي فرضتها جائحة كورونا، اتسعت دائرة المهتمين والمتابعين للأمطار، ليتخذوا من أماكن مختلفة من الجنوب والشرق، وجهة سياحية ومتنفسا من صخب المدينة.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديوهات، لأماكن متفرقة من البلاد بعد الأمطار، خصوصا في اليومين الأخيرين.
ويتوقع خبراء الطقس، أن تشهد مناطق في الحوضين ولبراكنه وگيدي ماغا، وحتى في شمال تيرس زمور، أمطارا رعدية غزيرة، محذرين من تشكل سيول وفيضانات قد تسببها هذه الأمطار.