قال جوردون بيرل، المدير التنفيذي المساعد للإنتاج والعمليات لدى شركة بريتش بيتروليوم البريطانية (BP)، إن إمكانيات موريتانيا في مجال الطاقة تتجاوز الغاز الطبيعي لأنها مهيأة “لتطوير الطاقات المتجددة أيضًا”، مؤكدًا خلال مؤتمر ينعقد اليوم الثلاثاء في نواكشوط أن موريتانيا قادرة على تحقيق النجاح في الانتقال نحو سوق الهيدروجين.
الرجل الذي يعد الشخصية الثانية في شركة بريتش بيتروليوم البريطانية، قال إن موريتانيا تتوفر على “أشعة الشمس اللازمة لوضع قطاع مزدهر للطاقة الشمسية. كما تتوفر على المساحات والظروف اللازمة لتسخير إمكانات الرياح”، وأضاف أن الحكومة في البلد “تعمل من أجل تحقيق مراكز طاقة متكاملة، مما سيمكنها من الدخول في سوق الهيدروجين”.
وقال: “تتوفر موريتانيا على كل العناصر الضرورية لتحقيق هذه الأهداف”.
وتحدث المسؤول الرفيع في شركة (BP)، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر تنظمه وزارة الطاقة الموريتانية بحضور الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لمناقشة موضوع “تسريع انتقال الطاقة وإنشاء صناعة معادن خضراء في موريتانيا”، وكانت مداخلة جوردون بيرل، تحت عنوان “جعل موريتانيا قطبا متكاملا للغاز والطاقة المتجددة”.
شراكة ممتازة
شركة بريتش بيتروليوم العالمية هي التي تتولى تطوير حقل السلحفاة الكبير آحميم للغاز الطبيعي، المشترك بين موريتانيا والسنغال، وهو الحقل الذي تصل احتياطاته إلى 20 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، كما تتولى نفس الشركة تطوير حقل “بير الله” الذي تقدر احتياطاته بأكثر من 80 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، داخل المياه الموريتانية.
وقال المدير التنفيذي المساعد للإنتاج والعمليات لدى شركة بريتش بيتروليوم البريطانية: “نحن فخورون جدا بالشراكة التي عقدناها هنا في موريتانيا وفي السنغال، منذ ما يقارب ست سنوات”، وأضاف في السياق ذاته “مشروعنا هنا كبير وعالمي المستوى. وأفضل ما يميزه أن لديه القدرة على إحداث تغيير حقيقي في هذا البلد وفي التحول العالمي الجاري في مجال الطاقة، لذلك نعلم أن هناك توقعا للنجاح وهذا ما سوف نحقق بالفعل”.
ووصف الشراكة مع وزارة البترول والطاقة والمعادن بأنها “شراكة ممتازة”، وأضاف: “نعمل مع شركائنا كوسموس إنرجي والشركة الموريتانية للمحروقات وبيتروسن من أجل إنتاج آمن للغاز في المرحلة الأولى من مشروع تورتو آحميم الكبير. ويسعدني أن أقول إن ذلك اكتمل الآن بنسبة 70 في المائة”.
شراكتنا مع الحكومة الموريتانية مبنية على الدعم. وندرك كيف سيساهم إنتاج الحقل في جعل موريتانيا والسنغال “فاعلين أساسيين في خريطة الطاقة العالمية، مما سيجعل هذه البلاد موردا للغاز للعالم في وقت تشتد الحاجة إليه، في وقت يرتفع الطلب على الغاز وتنخفض القدرة على الإمداد”.
سوق الهيدروجين
المسؤول الرفيع في شركة بريتش بيتروليوم، قال إن شركتهم تعمل على محايدة الكربون بحلول عام 2050 أو قبل ذلك، من خلال التوجه نحو “الحصول على حصة سوق قدرها 10 في المائة من الهيدروجين في الأسواق الرئيسية حول العالم”، من خلال التوجه نحو الهيدروجين الأخضر المصنوع من مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأزرق المصنوع من الغاز، حيث يتم التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.
وقال: “هذا ما يمكن أن تحققه شركة طاقة متكاملة، وهو ما يتطابق تماما مع طموحات موريتانيا كمركز طاقة متكامل للغاز والطاقة المتجددة”.
وأكد المسؤول في شركة بريتش بيتروليوم: “نرى فرصا مهمة لبناء شراكة طويلة الأمد معا، لدعم التزام الدولة بتنويع مصادر الطاقة وخفض انبعاثات الكربون، وبهذا لدينا هدف مشترك”.
وأشار إلى أن موريتانيا “تنعم بوفرة الموارد، ولديها موارد غاز ذات مستوى عالمي”، وقال: “نعمل مع الشركاء على وضع اللمسات الأخيرة على التصور الصحيح لتطوير المرحلة الثانية من حقل آحميم، بينما نبحث أيضا عن فرص للتقدم في أنشطة حقل بئر الله”.
وأضاف: “لقد سئلت عن وجهة نظر BP حول احتمالات جعل موريتانيا مركزا متكاملا للطاقة والغاز والطاقات المتجددة، بالنسبة لنا الأمر بسيط. تتوفر موريتانيا على العناصر الثلاثة التي ذكرت سابقا لتنجح في هذا المجال، من تصور وشراكات وإمكانيات، علاوة على ذلك فإن طموح موريتانيا يتطابق مع استراتيجية الطاقة لشركة BP، نؤكد التزاما طويل الأمد من الشراكة فيما يخص انتقال الطاقة في موريتانيا”.
السياسة الاجتماعية
جوردون بيرل، المدير التنفيذي المساعد للإنتاج والعمليات لدى شركة بريتش بيتروليوم البريطانية (BP)، قال في عرضه إن ولد الغزواني أوضح له “أهمية الاستثمار في الساكنة المحلية، وسلسلة التوريد المحلية، والتنمية الاجتماعية، وتؤكد BP التزامها بهذا الهدف”، وفق تعبيره.
وفي هذا السياق قال إن 24 موريتانيا “يتابعون منذ سنتين دورة تكوينية تقنية ممولة من طرف BP لمدة أربع سنوات”، سيعملون فيما بعد في حقل السلحفاة الكبير آحميم، بعد أن يحصلوا على الخبرة الضرورية، وفق تعبير المسؤول البريطاني.
وأضاف أنه تم التعاون مع أكثر من 150 مورد محلي في موريتانيا، وحصل أكثر من 1000 شخص على فرص عمل مباشرة خلال مرحلة بناء الحقل.