حل مساء أمس الخميس وفدان من موريتانيا وتشاد، في العاصمة المالية باماكو، ضمن مساعي لإقناع السلطات الانتقالية المالية بمراجعة قرار الانسحاب من مجموعة دول الساحل الخمس، وهي المهمة التي تتزامن مع وجود وزير الخارجية المالي في زيارة إلى موسكو، تستمر خمسة أيام.
الرئيس التشادي الجنرال محمد إدريس ديبي، الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة دول الساحل الخمس، أوفد وزير الاتصال والمتحدث باسم الحكومة التشادية محمد غلام الله، مساء أمس، إلى باماكو يحمل رسالة للرئيس الانتقالي المالي العقيد آسيمي غويتا.
وكانت مالي قد بررت انسحابها من المجموعة، بتأخر تبادل الرئاسة الدولية للمجموعة بين ديبي وغويتا، الذي كان من المفترض أن يتم في شهر فبراير الماضي.
وزارة الاتصال التشادية كتبت في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن الوزير التشادي “وصل إلى باماكو أمس على رأس وفد، ويحمل رسالة من الرئيس ديبي إلى نظيره المالي”.
من جهة أخرى وصل في وقت متأخر من ليل الخميس/الجمعة، إلى باماكو وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، فيما قيل إنها مساعي دبلوماسية موريتانية لثني مالي عن قرار الانسحاب من المجموعة.
وكانت الحكومة الموريتانية وصفت قرار مالي بغير المبرر، مشيرة إلى أن اختلاف الآراء حول تسيير المجموعة ليس مبررا لانسحاب دولة منها.
وأعلنت الحكومة على لسان الناطق باسمها ماء العينين أييه، أنها تسعى إلى تجاوز التحديات المطروحة لتقوم المجموعة بالدور المنوط بها، مؤكدة على أن خروج مالي ستكون له تداعيات على المجموعة.
ولكن وجود الوفدين الموريتاني والتشادي في باماكو، يتزامن مع وجود وزير الخارجية المالي عبدولاي ديوب، خارج البلاد في زيارة إلى موسكو بدأت أول من أمس الأربعاء، وتستمر لخمسة أيام، وفق ما أكدت مصادر رسمية مالية.
وقال مصدر دبلوماسي موريتاني لـ “صحراء ميديا” إن وجود وزير الخارجية المالي خارج البلاد “لن يؤثر على مهمة الوفد الموريتاني في باماكو”، وأضاف نفس المصدر أن الوفد الموريتاني سيلتقي بالرئيس الانتقالي.
وفيما تتحرك أهم دولتين في مجموعة الساحل (موريتانيا وتشاد)، لا يبدو أن المهمة ستكون سهلة، في ظل غياب أي معطيات حول المقترحات التي سيقدم وفدا البلدين لسلطات باماكو من أجل إقناعها بالعودة.
أما الماليون فهم منشغلون بتطوير علاقاتهم مع موسكو، خاصة وأن التلفزيون الرسمي المالي كان يخصص مساحة كبيرة من تغطيته الإخبارية لوفد وزير الخارجية الموجود في موسكو، بدل وفود الساحل الموجودة في باماكو.
وقال التلفزيون في تقريره إن الوفد المالي الذي يقوده وزير الخارجية، ضم عدة وزراء، ويهدف إلى “تعزيز العلاقات الاقتصادية” بين البلدين، بعد نجاح التقارب السياسي والعسكري.