بسم الله الرحمٰن الرحيم
وصلى الله على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
اختتمت مساء أمس في فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بنواكشوط أعمال الدورة الثالثة للمسابقة القرآنية الكبرى التي دأبت المؤسسة على تنظيمها كل عام على مستوى جميع فروعها في القارة الإفريقية.
وقد قامت المؤسسة الأم بتوفير كافة الوسائل الضرورية لتنظيم هذه المسابقة في أحسن الظروف وأكملها.
وعلى مستوى فرع موريتانيا فقد تميزت المسابقة هذا العام بمستوى مشاركة نوعي، حيث شارك فيها مجموعة من خيرة القراء الشباب من مختلف مناطق الوطن، وسهرت لجنة التحكيم على مواكبة المنافسات بين المترشحين بدقة وشفافية حتى تم اختيار الفائزين في مختلف مستويات المسابقة ابتداء بالحفظ الكلي برواية ورش والحفظ الكلي بجميع الروايات وانتهاء بالحفظ الجزئي.
وقد نظم الفرع حفلا كبيرا لتوزيع الجوائز حضره بالإضافة إلى رئيس وأعضاء الفرع عدد كبير من العلماء والمشايخ والوجهاء والاساتذة الجامعيين وجمهور غفير من طلاب جامعة شنقيط العصرية.
وافتتح حفل توزيع الجوائز بكلمة لرئيس الفرع العلامة الدكتور الشيخ محمد المختار ولد اباه رحب فيها بأهل القرآن مستحضرا رمزية هذه الليلة المباركة التي توافق ذكرى نصر النبي صلى الله عليه وسلم في معركة بدر التي قال عنها أحد علماء الشناقطة: إنه لم يستلذذ النوم قبل يوم بدر، الذي نصر الله فيه رسوله وأيد رسالته وعززها نورا وهدى لجميع المسلمين.
واستعرض العلامة الدكتور محمد المختار ماورد في القرآن وفي رمضان وتلك اللحظات التي كان جبريل الأمين يستعرض فيها نص القرآن في حديث متواصل بين أمين الوحي و متلقي الوحي، موضحا أن كتاب الله هو الصلة الماثلة بين العبد وربه، ومستمعه مستمع الى كلام الله وقارئه المرضي مثاله كالأترج؛ ريحه طيب وطعمه طيب كما في الحديث الصحيح.
وهنأ رئيس فرع المؤسسة في موريتانيا الفائزين في المسابقة الرمضانية التي تنافست فيها مجموعات خيرة من القراء الأجاويد معبرا عن سعادته بالاستماع الى بعض القارئين وهم يتلون كتاب الله خاشعين ضارعين اليه سبحانه وتعالى أن ينزل رحماته على أمته و يسبغ عليهم نعمه الظاهرة و الباطنة .
كما قدم أصدق التهاني للقراء الأجلاء الذين أشرفوا على هذه المسابقة حتى تمت على أحسن وجه.
وختم بالقول: “نعبر عن عرفاننا بالجميل لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي اعتادت كل سنة أن تنظم هذه المسابقة القرآنية في جميع فروعها في إفريقيا التي تربو على الثلاثين دولة؛ تشجيعا على حفظ القرآن الكريم وصيانة أدائه وإتقان تجويده.
ولقد أسهمت موريتانيا في ذلك بنخبة من طلبة القرآن ذوي المعارف الراسخة في الحفظ والتجويد. وقدم بهذه المناسبة جزيل الشكر والامتنان للمؤسسة ولراعيها وحاضنها صاحب الجلالة محمد السادس أدام الله عليه موفور الصحة والتمكين على اهتمامه البالغ بالقرآن الكريم ودعم المشتغلين به الذين هم اهل الله وخاصته والسعي في تعميم حفظه وتجويده وإتقانه.
وبعد كلمة الافتتاح قرأ رئيس لجنة التحكيم الدكتور محمدن ولد حمينة تقرير اللجنة معلنا أسماء الفائزين الثلاثة الذين تأهلوا للمشاركة باسم موريتانيا في التصفيات النهائية للمسابقة الكبرى التي سيعلن عن مكانها لاحقا.
وتسلم الفائزون في المسابقة جوائز نقدية مقدمة من المؤسسة وإفادات مشاركة صادرة عن فرع المؤسسة في نواكشوط.
وختم الحفل بمأدبة عشاء فاخرة نظمها رئيس الفرع على شرف ضيوف المسابقة من قراء ومتسابقين ومدعوين.
د. محمد الحنفي دهاه
الأمين العام لفرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موريتانيا