أعلنت الشركة الموريتانية للكهرباء (صوملك)، اليوم الخميس، أنها عاقب أحد كبار الخبراء الذين يعملون فيها، إثر نشر صورة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لسيارة تابعة للشركة تستخدم لنقل “كبش” في أحد شوارع العاصمة نواكشوط.
وكتبت الشركة عبر صفحتها على الفيسبوك: “تمت صباح اليوم معاقبة المسؤول عن هذه السيارة، رغم أنه من كبار خبراء المؤسسة القدماء”.
وأضافت الشركة إن المسؤول “مشهود له بالاستقامة، وكانت لديه ظروف مأتم، ولا يملك سيارة شخصية، إلا أن مثل هذا التصرف غير مقبول لدى الشركة”.
وكانت الصورة قد انتشرت على نطاق واسع، بين النشطاء الموريتانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتنوعت التعليقات عليها من السخرية إلى الغضب.
واعتبر أغلب المعلقين أن سيارة مملوكة لمؤسسة عمومية تستخدم في مهام شخصية، وفي أوقات خارج الدوام، وهو ما مثل بالنسبة لأصحاب هذا الرأي نوعًا من “الفساد”.
ولكن قرار الشركة معاقبة المسؤول أثار رود فعل متباينة، فقد اعتبره المهندس أحمد سالم ولد امبخوخه نوعًا من الجري خلف المواضيع الرائجة على الفيسبوك، وكتب: “الجري خلف (تريند) غير لائق، الشركات تعطي سيارة خدمة لبعض العمال لاستخدامها في العمل، وأيضا في حياتهم الخاصة، ولم يكن لائقا معاقبة الموظف من أجل ركوب (تريند)”.
وأضاف ولد امبخوخه قائلًا: “الفساد في هذه البلاد بالمليارات، وعندما نضمن منع نهبها والإفساد فيها يمكن بعد ذلك التفكير في نقل هذه السخافات”.
أما المدون أحمد محمد الأمين ولد المختار فكتب معلقًا على قرار الشركة: “هذا تصرف محترم ومفاجئ من شركة صوملك”، ثم أضاف في السياق ذاته أن البلد مرت عليه “عشرية خراب ماحقة، أهلكت الحرث والنسل، وأفسدت الأخلاق العامة والخاصة، وسيأخذ ترميم ما أفسدته عشرية السوء بعض الوقت”.
من جهة أخرى ذهب الصحفي عزيز ولد الصوفي إلى التعليق على قرار معاقبة المسؤول من طرف الشركة، بالقول: “لو كنت عل علم بأن صاحب هذه السيارة كان عنده مأتم لما كتبت عنه”.
ودعا ولد الصوفي إلى إلغاء العقوبة الصادرة في حق المسؤول و”مسامحته”.