عقد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطه، مساء اليوم السبت، مؤتمرا صحفيا على هامش القمة الأفريقية المنعقدة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، تحدث فيه تطور العملية المعقدة لإنقاذ الطفل “ريان”، كما شرح موقف المغرب من التحديات الماثلة أمام القارة الأفريقية، مؤكدًا أن المغرب “وجد ذاته” في أجندة هذه القمة.
بوريطه الذي مثل العاهل المغربي الملك محمد السادس في القمة، قال إن السلطات المغربية المختصة “ستعلن تطورات وضع الطفل ريان”، الذي سقط مساء الثلاثاء الماضي في بئر بمنطقة شيفشاون، شمالي المغرب، وتجري منذ ذلك اليوم عملية معقدة لإنقاذه، وصلت مساء اليوم إلى مراحلها الأخيرة.
وفي ظل انتشار الكثير من الأخبار الكاذبة حول عملية الإنقاذ والوضع الصحي للطفل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال وزير الخارجية المغربي إن “السلطات ستعلن التطورات” أولا بأول، مشيرا إلى أن “السلطات المختصة تقوم بدورها”.
وأضاف: “المغاربة أظهروا مستوى عاليا من التضامن خلال عملية إنقاذ الطفل ريان”.
M. Nasser Bourita représente Sa Majesté le Roi Mohammed VI à la 35ème session ordinaire du Sommet de @_AfricanUnion qui se déroule les 5 et 6 février au siège de l’organisation panafricaine à Addis-Abeba.
🔗https://t.co/KLokCp7JT1 pic.twitter.com/61hLtr2Kh5
— Maroc Diplomatie 🇲🇦 (@MarocDiplomatie) February 5, 2022
سياق القمة
وفي إطار حديثه عن السياق الذي تنعقد فيه القمة الأفريقية، قال وزير الخارجية المغربي إنها تنعقد بعد مرور خمس سنوات على عودة المغرب لشغل مقعده الشاغر في الاتحاد الأفريقي، وأضاف أنه منذ هذه العودة ظل المغرب يعمل وفق الرؤية التي حددها الملك محمد السادس في خطاب قمة 2017، والذي قال فيه إنه “حين يعود المغرب إلى الاتحاد الأفريقي فسيلاحظ الجميع أنه سيشتغل على الأجندة الأفريقية الحقيقية، وسيشتغل من أجل الدفع بمصالح القارة الأفريقية، وسيعمل على أن يجمع الأفارقة لا أن يفرقهم”.
وأكد بوريطه أنه “طيلة هذه السنوات الخمس كنا نعمل وفق هذه الرؤية”.
وأضاف بوريطه أن القمة أيضًا “تأتي بعد مرو 60 سنة على قمة الدار البيضاء في عام 1961، والتي كانت إطارا بدأ منه التفكير في التنسيق بين دول القارة، وأصبحت الأساس الذي بنيت عليه منظمة الوحدة الأفريقية وبعد ذلك الاتحاد الأفريقي”، وقال إن ذلك “يذكر بالدور الأساسي الذي لعبته المملكة المغربية في خلق هذا الوعي الجماعي الأفريقي بضرورة التنسيق والعمل المشترك ومواجهة التحديات في إطار مظلة أفريقية موحدة”.
وأوضح بوريطه أن القمة أيضًا تنعقد في ظل “تطورات إيجابية” تتعلق بمنطقة التبادل الحر والهيكلة الأفريقية للأمن وتوحيد الصوت الأفريقي في العديد من القضايا، قبل أن يضيف: “ولكن في نفس الوقت هناك تحديات أمنية، وحالة من عدم الاستقرار الداخلي في مجموعة من الدول، وعودة الانقلابات والخطر الإرهابي”.
وقال بوريطه إن “ربع العمليات الإرهابية التي تقع عبر العالم، يكون في أفريقيا، كما أن من ضمن الدول العشر الأكثر تعرضا للإرهاب في العالم، سبعة دول أفريقية”، قبل أن يؤكد أن “التقارب الحاصل بين الجماعات الانفصالية والجماعات الإرهابية في مجموعة من مناطق القارة الأفريقية، يشكل خطرا على استقرار الدول”.
وأضاف وزير الخارجية المغربي أن القمة أيضًا تنعقد في سياق جائحة كورونا وما يحمله من تناقضات، مشيرًا إلى أن “أفريقيا بديناميكيتها الديمغرافية المهمة، إذ تمثل ما يقارب ربع سكان العالم، لم تصل فيها نسبة التلقيح نسبة التلقيح عشرة في المائة”.
أهداف المغرب
بوريطه قال إن المغرب شارك في القمة ولديه أربعة “أهداف”، مشيرًا إلى أن الهدف الأول “الاستمرار في تنفيذ رؤية جلالة الملك المتمثلة في الاشتغال بالأجندة الأفريقية الحقيقية، التي تعكس الهواجس والتحديات الأساسية للقارة”، وأوضح أن المغرب “له تجربة ومساهمة في كل القضايا المطروحة” خلال القمة.
وقال إنه فيما يتعلق بالموضوع الرئيس للقمة الذي يناقش “الأمن الغذائي”، قال بوريطه إن المغرب “عنده تجربة مهمة، سواء من خلال البرامج الرائدة على المستوى القاري والعالمي في مجال الفلاحة، نفس الأمر فيما يتعلق بالأسمدة، والمغرب من أكبر المنتجين على مستوى العالم في مجال الأسمدة، التي هي عنصر أساسي لتحقيق الأمن الغذائي في القارة”، وأكد المسؤول المغربي أن “هذه التجربة والخبرة المغربية يمكن أن تساهم في تحقيق هذا الهدف، لهذا المغرب وجد نفسه في موضوع القمة”.
أما فيما يتعلق بموضوع الجائحة، فقال بوريطه إن المغرب “رائد في مجال التلقيح على المستوى الأفريقي، تقريبا 67 في المائة من المغاربة أخذوا الجرعة الثانية، وقبل أسبوعين أعطى جلالة الملك الانطلاقة لإنشاء مصنع لإنتاج اللقاحات في أفريقيا، بما في ذلك ثلاث لقاحات لكورونا، وأكثر من عشر لقاحات تتعلق بأوبئة أخرى”.
وأوضح وزير الخارجية المغربي أن هذا المصنع يدخل ضمن “السيادة الصحية” للمغرب، ولكن أيضًا “يساهم في توفير لقاحات بالعدد الكافي لأفريقيا، وأن تكون مصنوعة في أفريقيا، وفق رؤية جنوب – جنوب التي يدافع عنها دائما جلالة الملك”، وفق تعبيره.
تقرير الهجرة
وزير الخارجية المغربي قال إنه سيقدم، غدا الأحد ضمن أجندة القمة، تقريرا باسم الملك محمد السادس حول موضوع الهجرة، مشيرًا إلى أن العاهل المغربي “اختاره القادة الأفارقة كرائد في مجال الهجرة، وهو موضوع أساسي بالنسبة للقارة الأفريقية”.
وأوضح بوريطه أن الهجرة موضوع مهم وأساسي لأن “الكثير من المغالطات تُقال حول الهجرة الأفريقية، والتقرير الذي سيقدم باسم جلالة الملك غدا سيوضح بأن المشكلة ليست في الهجرة الأفريقية، وإنما في النظرة تجاه هذه الهجرة”.
وقال إن الهجرة الأفريقية “لا تشكل سوى 14 في المائة من الهجرة العالمية، ولكنها تتهم بأنها تغزوا دولا وقارات أخرى”، وفق تعبيره.