رفع العلم الموريتاني على أنغام النشيد الوطني، اليوم الثلاثاء، في قلب المدينة التي شيدت لتحتضن فعاليات معرض «إكسبو دبي 2020»، فيما أتيحت للموريتانيين فرصة عرض مزايا الاستثمار في بلادهم، أمام آلاف الزوار الذين يجذبهم المعرض من مختلف بقاع العالم.
تحت قبة ذهبية مفتوحة على السماء، وداخل شريط عازل أحمر، جلس الوفد الموريتاني برئاسة الوزير الأول محمد ولد بلال، إلى جانبه وفد إماراتي يتصدره وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.
تابع الوفدان رفع العلم الموريتاني، الذي سيزين قلب ساحة المعرض طيلة «اليوم الوطني» الموريتاني، تبادل الوفدان بعد ذلك الخطب، فقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن مشاركة موريتانيا في معرض «إكسبو دبي 2020» تحظى بالكثير من «الثناء والتقدير».
وأضاف أن «العلاقات بين الإمارات وموريتانيا ممتدة منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، وتشهد تطورا مستمرا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية».
وأكد أن دولة الإمارات «تتطلع إلى المزيد من العمل والتعاون مع موريتانيا»، وأضاف مخاطبا الوفد الموريتاني «أدعوكم جميعا إلى أن نواصل مسيرتنا الاستثنائية لصنع معا عالما جديدا يعم فيه الرخاء والازدهار والفرص المتساوية للجميع».
موريتانيا التي بعثت بوفد رفيع، يقوده الوزير الأول ويضم وزراء ورجال أعمال، قررت أن تستغل يومها الوطني في المعرض لترويج فرص الاستثمار من خلال «منتدى الأعمال الموريتاني» الذي اختارت له عنوان «موريتانيا.. الوجهة الجديدة للاستثمار».
خلال افتتاح الملتقى دعا الوزير الأول المستثمرين إلى «اكتشاف فرص الاستثمار الواعدة» في موريتانيا، مؤكدا انفتاح الحكومة واستعدادها «للتعاون وخلق شراكات مثمرة مع الجميع».
ولد بلال قال إن موريتانيا تعتبر جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة «عنصرا جوهريا» في سبيل تسريع التحول الصناعي خلال السنوات المقبلة.
وخلص إلى أن الحكومة تسعى لأن يكون العام الجاري (2022) هو العام الذي ستتبلور فيه «المشاريع الكبرى، من بنية تحتية جديدة، ومشاريع هيكلية بشراكات بين القطاعين العام والخاص».
الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حميد محمد بن سالم، الذي مثل الإمارات في ملتقى الأعمال الموريتاني، وصفه بأنه «لقاء هام»، وقال: «نعبر لكم عن سعادتنا بانعقاد منتدى الأعمال الموريتاني الإماراتي في رحاب دولة الإمارات العربية المتحدة، تزامنا مع فعاليات معرض إكسبو دبي 2020».
وأضاف المسؤول الإماراتي: «نتمنى أن يكون هذا اللقاء منطلقا لقيام علاقات اقتصادية شاملة، قائمة على تحقيق المصالح المتبادلة وتعزيز التواصل بين القطاع الخاص في كلا البلدين الشقيقين».
أما حواء ديالو، التي تتولى الإشراف على جناح موريتانيا في المعرض، فقد أكدت أن «موريتانيا حرصت على التميز بحضورها، منذ اليوم الأول».
وأضافت في افتتاح منتدى الأعمال الموريتاني أن السلطات الموريتانية «شرعت في اتخاذ سلسلة من الإصلاحات التي من شأنها أن تجعل موريتانيا بلد المليون فرصة».
ملتقى الأعمال كان عبارة عن نقاش مع وزراء موريتانيين، أدارته الصحفية التونسية نوفر رمول، وشارك فيه كل من وزير الاقتصاد أوصمان كان، والصيد ادي ولد الزين، والزراعة سيدين ولد أحمد اعلي، بالإضافة إلى رئيس منطقة نواذيبو الحرة محمد عالي ولد سيدي محمد.
واستعرض الوزراء خلال النقاش فرص الاستثمار في موريتانيا، والتسهيلات التي تقدمها الدولة لصالح المستثمرين الأجانب، وطلبوا من المستثمرين التوجه إلى موريتانيا، وخاصة المستثمرين العرب.
وزير الصيد قال إن موريتانيا «تتمتع بثروات ومقدرات سمكية هائلة، ليس فقط من ناحية الكميات وإنما من حيث النوع، ولا يستغل سوى 55 في المائة من هذه المقدرات».
وأشار إلى أن أغلب المستثمرين في قطاع الصيد بموريتانيا هم أوروبيون وآسيويون في ظل «حضور عربي ضعيف»، وأضاف: «نرجو أن يتوجه المستثمرون العرب إلى بلد عربي منفتح عليهم، ولديه ما يكفي لتصديره إلى جميع البلدان، وفيه رجال أعمال مستعدون للتعاون».