يجتمع أكثر من 120 من قادة العالم الاثنين في غلاسكو بقمة تمثّل “الأمل الأخير والأفضل” للتعامل مع أزمة المناخ وتجنّب وقوع كارثة وشيكة، لكن مستوى الانتقادات بين الدول الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات سيجعل التوصل إلى اتفاق ليس سهلا.
ويعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) في مدينة غلاسكو الاسكتلندية ويأتي بعد إخفاق قمة مجموعة العشرين في الالتزام بموعد تم تحديده في 2050 للوصول إلى مستوى صفري لانبعاثات الكربون وهو الأمر الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شرط للحيلولة دون تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
ولم تعترف محادثات مجموعة العشرين في روما سوى “بالأهمية الرئيسية” للوصول إلى مستوى صفري للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري “بحلول منتصف القرن أو نحو ذلك دون تحديد جدول زمني للتخلص التدريجي للدول من الفحم. ولم تخرج المحادثات بوعود قاطعة للحد من انبعاثات غاز الميثان وهو غاز آخر من الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة.
وسيصعد الكثير من الزعماء إلى المنصة في غلاسكو اليوم الاثنين للدفاع عن سجلاتهم المتعلقة بتغير المناخ وسيقدمون في بعض الحالات تعهدات جديدة في بداية أسبوعين من المفاوضات التي تصفها بريطانيا البلد المضيف بأنها فرصة إما لتحقيق نجاح كبير أو إخفاق تام. لكن مستوى الانتقادات بين الدول الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات لن يجعل الأمر هينا.
بدوره اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في ختام قمة مجموعة العشرين أنّه “في حال فشل (مؤتمر) غلاسكو فإنّ كلّ شيء سيفشل”، في تحذير رسمي مع انطلاق مؤتمر الأطراف السادس والعشرين حول المناخ الأحد في العاصمة الاسكتلندية. وقال جونسون في روما، حيث عُقِدت قمّة الدول العشرين الأغنى في العالم، “أحرزنا تقدّمًا خلال قمة مجموعة العشرين (..) لكنّه ليس كافيًا”.
وأعلن رئيس مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب26) ألوك شارما خلال افتتاحه أن هذه القمة هي “الأمل الأخير والأفضل” لحصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.
وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر الذي يستمر أسبوعين يعتبران حاسمين لمستقبل البشرية أنه خلال وباء كوفيد-19 “تواصلت ظاهرة تغير المناخ”.
وقال شارما إن تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل “فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية”.
وتابع خلال افتتاح المؤتمر “نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ” مشيرا إلى أن تغير المناخ استمر خلال وباء كوفيد-19 الذي تسبب في إرجاء الاجتماع لمدة عام.
وأوضح “إذا عملنا الآن وعملنا معا، سيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الثمين”.
ويقول خبراء إن القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سيكون الحل الوحيد للمساعدة في الحد من الآثار المدمرة.