قال قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الفريق محمد بمبه مكت، إن التنظيمات الإسلامية المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل «تعيد تنظيم نفسها باستمرار، وتتكتل وتنشئ إمارات يتمدد نشاطها في كامل المنطقة».
ولد مكت كان يتحدث اليوم الأربعاء، خلال افتتاح الاجتماع الثالث عشر لقادة أركان جيوش دول مبادرة 5+5 دفاع، التي ترأسها موريتانيا حاليًا.
وقال ولد مكت إن على «مبادرة 5+5 دفاع أن تتابع وتعزز رؤيتها في المديين القصير والطويل، عبر الاطلاع المستمر على الوضع الأمني في شريط الساحل والصحراء، حيث إن المجموعات الإرهابية لا تزال ناشطة، وتبرهن على قدرتها على التأقلم وإلحاق الضرر».
وأوضح أن هذه المجموعات «تنسق مع مجموعات متطرفة نشطة، في بلدان أخرى من القارة، وتستفيد من شبكات التهريب والمخدرات وهشاشة ساكنة المناطق الحدودية»، وفق تعبيره.
وأضاف في السياق ذاته أن «الجريمة المنظمة العابرة للحدود تمثل إحدى أكبر انشغالات دولنا، لما يترتب عليها من مخاطر عديدة ومتنوعة، وهي تجد حاضنة لها في أنشطة متعددة، كالمتاجرة بالمخدرات والأسلحة والبشر والقرصنة وتبييض الأموال».
وأكد أن «بروز هذه التحديات الأمنية يتطلب تقييما مستمرا للوضع، وتنشيط التعاون بين جيوش الدول العشر للمبادرة، وخاصة على مستوى التكوين وتبادل المعلومات والاستخبارات».
مبادرة 5+5 دفاع التي انطلقت عام 2004، تضم كلًا من موريتانيا والجزائر والمغرب وتونس وليبيا عن الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط، وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا من ضفته الشمالية.
ويهدف الاجتماع الذي انعقد اليوم عبر تقنية الفيديو، إلى بحث ملفات «تعزيز الأمن في منطقة غرب المتوسط من خلال مجالات تدخل المبادرة التي تشمل الأمن البحري والسلامة الجوية ومشاركة القوات المسلحة في دول المجموعة في مكافحة وتسيير الأزمات والبحث والتكوين في المجالات ذات الصلة بتدخلات المجموعة».
واعتبر قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية أن الاجتماع «يمثل أكبر دليل على الأهمية البالغة التي توليها جيوش الدول الأعضاء في مبادرة 5+5 دفاع، للتعاون، كما يبرهن على التزامها الثابت بالعمل معا لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمن في محيط غرب المتوسط».
واستعرض قائد أركان الجيوش الموريتانية في خطابه مسار المبادرة، وما حققته من إنجازات في مجال التعاون الأمني، وقال إن هذا التعاون كان يقوم على «أساس روابط تطبعها الثقة والاحترام المتبادل والشفافية بين جيوشها».
وأوضح أن المبادرة كانت تنوي تنظيم 51 نشاطا خلال عام 2021، نفذت منها 32، وتم إلغاء 5 و14 أخرى قيد التنفيذ، مشيرا إلى أن موريتانيا أنجزت أربعة أنشطة مبرمجة ضمن هذا المخطط.
وذكر أن مسودة مخطط العمل لسنة 2022، التي تضم 48 نشاطا جاهزة، وهي تعكس إصرار جيوش دول المجموعة على التبادل والتعاون في مختلف المجالات، مؤكدا دعم موريتانيا لمخطط العمل 2022.