انطلقت اليوم السبت بقصر المؤتمرات في نواكشوط أيام تأبين الراحل محمدن ولد أباه ولد حامد، أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية و الإدارية في موريتانيا وتولى عدة مناصب حكومية.
وتنظم هذه الأيام بالتعاون بين مجموعة خبراء التسيير القائم على نتائج التنمية ومنظمة موريتانيا آفاق والمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء.
وتهدف هذه الأيام من بين أمور أخرى إلى استذكار الراحل والاستفادة من تجربته الغنية في مجال الإدارة ووفاء لتلك التضحيات الجسام التي تجشم عناءها من أجل الوطن ولتسليط الضوء على شخصيته المميزة دينيا وأخلاقيا.
وقالت عيشة فال فرجس مديرة ديوان الوزير الأول، أن الفقيد كان نموذجا للموظف الموريتاني المثالي فقد كان متميزا في الأخلاق والتضحية والتواضع والنزاهة والتعفف عن الأموال العامة.
وأضافت أنها لن تستطيع إحصاء خصال الرجل التي شهد له بها القاصي والداني مع أنه تقلد مناصب هامة وحساسة وأن هذ الجمع الغفير يحس بما خلفه من فراغ فكيف بالأسرة الخاصة شاكرة مبادرة التأبين التي ثمنت الفقيد وذكرت الجميع بخصاله الحميدة، وفق تعبيرها.
وبدورها قالت فاطمة بنت عبد المالك رئيسة جهة أنواكشوط إنها تحار في البدء في حديثها عن المغفور له محمدن ولد أباه ولد حامد من أين تبدأ هل باستقامته التي شهد بها الجميع أم بأخلاقه وغيرته على الشأن العام وايمانه بموريتانيا دولة القانون والمساواة وجديته في العمل ومسؤوليته وصرامته في التمسك بالحق مهما كلفه ذلك.
وأضافت أنها وزملاءها في مجموعة خبراء التسيير والمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء وموريتانيا آفاق يشعرون بالفخر والاعتزاز لتعاونهم على إقامة هذه الأيام خاصة عند سماعهم الشهادات تلو الشهادات من طرف الشخصيات الوطنية والدولية عن الفقيد محمدن الذي كان مثالا يحتذى لكل مواطن ينشد الاستقامة والشفافية، فكل الموريتانيين سواسية عنده أمام القانون ولديه في ذلك قصص وحوادث مشهورة.
وأعلنت بنت عبد المالك عن جملة إجراءات من أجل تخليد ذكرى الراحل تنظمها منظمة آفاق موريتانيا، منها إنشاء جائزة سنوية باسم المرحوم واعتماد رقم الهاتف الذي كان يستخدمه رقما أخضر للخدمات الإدارية وتنظيم يوم تشجيري باسمه لما عرف عنه من اهتمام بسلامة البيئة وإطلاق اسمه على الشارع الممتد غربا من دوار القدس.
ومن جهته عبر أباه ولد محمدن ولد حامد في كلمة باسم أسرة الفقيد عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان لأصحاب هذه المبادرة وللحضور لمشاركتهم هذا التأبين وفاء لروح الوالد، كما شكر المتدخلين الذين أدلوا بشهاداتهم التي أثلجت الصدور من خلال حديثهم عن خصال المرحوم الطيبة وسيرته المهنة النقية “فقد كان عزاء لنا”.
بعد ذلك تتالت الشهادات من طرف الشخصيات الوطنية والدولية حول الفقيد وتم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن مراحل حياته كما تخللت الحفل القاءات ومداخلات شعرية في رثاء الفقيد مشيدة بخصاله الحميدة وداعية الموظف الموريتاني إلى الاستلهام من حياة الفقيد المهنية والأخلاقية.