كوناكري.. عاصمة غينيا وأكبر مدنها بدأت هادئة كعادتها صبيحة يوم الأحد، درجة الحرارة معتدلة في المدينة الساحلية، التي يسكنها قرابة مليوني نسمة.
أما رئيس البلاد، الرجل الثمانيني آلفا كوندي فهو الآخر لم يكن يتوقعُ أن القوة التي أنشأها لتثبيت أركان حكمه، ستنقلب عليه في الأشهر الاولى من مأموريته الثالثة التي أثارت الكثير من الجدل وسالت فيها الكثير من الدماء.
لكن هدوء كوناكري سرعان، ما كسره إطلاق نار شديد، في حي ”كولام“ الذي يوصف بأنه أهم أحياء العاصمة، حيث يقر مقر الرئاسة، وبعض المؤسسات الحكومية السيادية
تمرد أو إنقلاب ؟
إطلاق النار وقع بين القوات الخاصة الغينية التي يقودها الكولونيل مامادي دومبيا وعناصر الحرس الرئاسي، فيما بدأ الحديث عن تمرد عسكري، بسبب مشاكل مالية يعيشها الجنود.
وزارة الدفاع الغينية، سارعت بنشر بيان قالت فيه “متمردين أثاروا الرعب” في كوناكري قبل السيطرة على القصر الرئاسي، غير أن “الحرس الرئاسي مسنودا بقوات الدفاع والأمن، والقوات الموالية والجمهورية، احتووا التهديد وصدوا مجموعة المعتدين“.
مع ارتفاع النهار سرعان ما اتضح المشهد، وذلك حين تداولت منصات التواصل الاجتماعي، صور ومقاطع فيديو لجنود غينين لحظة اعتقالهم للرئيس ألفا كوني.
أعلن الانقلابيون اعتقال الرئيس ألفا كوندي وتعطيل الدستور وحل الحكومة والمؤسسات وإغلاق الحدود البرية والجوية للبلاد.
وظهر الانقلابيون في مقطع فيديو متداول يؤكدون أن تحركهم يأتي نظرا إلى «الوضع السياسي والاقتصادي للبلد، وتعطيل مؤسسات الجمهورية، واستغلال القضاء، وانتهاك حقوق المواطنين، والفساد المالي، وانتشار الفقر».
نشر الانقلابيون كل تحركاتهم مصورة، حتى لحظة اقتحامهم على الرئيس، الذي بدا هادئا ويرمقهم بنظرات شاحبة تحمل الكثير من الأسئلة دون كلام.
Il aurait pu nous éviter cela.
J'ai honte pour mon pays#Kibaro pic.twitter.com/Jy6ix0ikKh— Koto Foutah (@KFoutah) September 5, 2021
“أنتم تصورون؟” هكذا سأل ألفا كوني الجندي الذي يوجه إليه عدسته، يجيبه “نعم” يشيح ألفا بوجهه ليوجه له جندي آخر سؤالا عما إذا “كان موافقا؟” لكنه لايجيب، لحظة ستبقى خالدة في أذهان الغينين.
حملوه في مدرعة مدججة بالسلاح والجنود، وجابوا به شوارع العاصمة.
خرج السكان وفق فيديوهات منتشرة، يهتفون باسم الانقلابيون ويعبرون عن فرحهم بالعمل الذي أحدثوا.
ويحكم الرئيس ألفا كوندي البالغ من العمر 83 عامًا، دولة غينيا منذ سنة 2010، بعد فترة من الصراع والانقلابات العسكرية الدامية، وأعيد انتخابه سنة 2015 لولاية رئاسية ثانية، ثم في 2020 لولاية رئاسية ثالثة أثارت الكثير من الجدل في غينيا، وطعنت المعارضة في دستوريتها.
https://twitter.com/mrsowibrah/status/1434529460368334855?s=19