دشنت السلطات الموريتانية، اليوم الاثنين، في ولاية تيرس الزمور شمالي البلاد، سدًا تصل قدرته التخزينية إلى 363 ألف متر مكعب من المياه، يراهن عليه سكان الولاية لحل مشكلة نقص المياه، خاصة في مدينة ازويرات.
وجرى تشييد السد الجديد طيلة العامين الماضيين، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبمبادرة من «الهيئة الموريتانية لمساعدة ضحايا السيلكوز والأمراض في المهن المنجمية» التي يرأسها الشيخ ولد بايه، رئيس البرلمان الموريتاني وعمدة ازويرات السابق.
ويقع السد بالقرب من كدية الجل في مقاطعة أفديرك، على بعد كيلومترات من مدينة ازويرات، ويراهن عليه سكان المدينتين لتوفير مياه الشرب ومياه الأنشطة الزراعية والتنموية في المنطقة.
ونجح السد خلال الأسابيع الماضية في تخزين أكثر من 60 ألف متر مكعب من مياه الأمطار، وبقيت من سعته أكثر من 300 ألف متر مكعب.
وقال مدير الهيدرولوجيا والسدود بوزارة المياه والصرف الصحي، أحمد زيدان محمد محمود الطالب مختار، إن الحكومة «أعطت الأولوية لعتبئة المياه السطحية خاصة في المناطق التي تعاني شحا في الموارد المائية الجوفية».
وضرب المدير المثال بمدن كيفه وكنكوصه وبوكي وتجكجه وازويرات وأطار، ومدن أخرى عديدة، وذلك من خلال «استغلال مياه النهر والسدود والبحيرات والأحواض المائية».
وأوضح المدير أن موريتانيا «تفقد سنويا، للأسف، كميات معتبرة من مياه الأمطار نتيجة لعدم وجود منشئات مائية لتخزينها».
ويأتي تدشين السد ضمن تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وخاصة فيما يتعلق بتشييد السدود وتحقيق الأمن المائي، وفق ما أعلن خلال حفل التدشين.
ويعود بداية تشييد السد إلى يناير من عام 2020، من طرف شركة (سينوهيدرو) الصينية المختصة في تشييد السدود، وهي شركة تتبع للعملاق الصيني (شيناباور) الذي يحتل الرتبة 14 على تصنيف شركات الأشغال الكبرى عبر العالم من حيث رقم الأعمال، والرتبة السادسة من بين الشركات الصينية.
وسبق أن شيدت نفس الشركة عدة مشاريع في موريتانيا، من ضمنها مشروع ميناء تانيت والميناء المنجمي التابع للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) في نواذيبو، بالإضافة إلى مطار ازويرات الدولي.
وفشلت محاولات سابقة قامت بها شركة محلية وأخرى فرنسية لتشييد سد لحبس مياه الأمطار في سفح كدية الجل، انهارت كلما تساقت كميات معتبرة من الأمطار.
وقرر المهندسون الصينيون تغيير موقع السد الجديد، والابتعاد 25 كيلومتراً عن موقع السد السابق الذي شيدته شركة الصرف الصحي والنقل والصيانة (ATTM)، والذي عانى من مشاكل فنية أدت إلى انهيار أجزاء منه، وحاول مكتب خبرة فرنسي إدخال تعديلات عليه لإصلاحه، ولكنها فشلت أمام قوة السيول الجارفة القادمة من قمة الجبل خلال موسم الأمطار.
وتعاني ولاية تيرس الزمور من نقص حاد في المياه، بسبب طقسها الصحراوي الجاف، وانتشار سباخ الملح التي تؤثر على المياه الجوفية في مناطق واسعة من الولاية، وخاصة في منطقة ازويرات، وفي محيط كدية الجل.