دشن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الثلاثاء، مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في العاصمة نواكشوط، والمكون من جناحين أحدهما متنقل والآخر ثابت، وتصل سعة المستشفى الميداني إلى 220 سريرا من ضمنها 24 سرير عناية مركزة.
ويأتي تدشين المستشفى الإماراتي الميداني في وقت تعيش موريتانيا الموجة الثالثة من الجائحة، ويزداد الضغط على المنشئات الصحية في البلاد، فيما قالت رئيسة جهة نواكشوط فاطمة بنت عبد المالك إنه «لا يخفى مدى أهمية هذه المنشأة الصحية نظرا لما تقدمه لساكنة نواكشوط من خدمات علاجية واستشارات طبية، فضلا عن متابعة مرضى كوفيد 19 والتكفل بهم».
وأضافت بنت عبد المالك في خطاب أثناء حفل التدشين: «أنتهزر هذه السانحة لأتقدم بوافر الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على دعمها السخي والمتواصل لشعبنا، والمتمثل مرة أخرى في تشييد وتجهيز هذا الصرح الصحي المتكامل، الذي سيكون له الأثر الكبير في تعزيز منظومتنا الصحية».
من جانبه قال السفير الإماراتي في نواكشوط حمد غانم حمد لمهيري إن تدشين مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني «خطوة أخرى تضاف إلى مسيرة العلاقات الإمارات الموريتانية وذلك بفضل التوجيهات الرشيدة لقائدي البلدين»، مؤكدا «تضامن دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعبًا، بشكل كامل مع موريتانيا في هذه الظروف الصعبة، ومساندتها للحكومة الموريتانية في كافة الإجدراءات التي تتخذها من أجل احتواء تداعيات الجائحة».
وقال السفير الإماراتي: «إننا نتطلع أن يشكل هذا المستشفى الميداني إسهاما مهما في الجهود المبذولة لتجاوز هذه المرحلة، ونؤكد لكم حرص الإمارات على توفير كافة الإمكانيات للوقوف مع موريتانيا لتجاوز هذه الفترة الصعبة».
وخلص السفير إلى أن المستشفى الجديد «يكمل مسيرة التعاون الصحي بين البلدين ليقف بجوار مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آن نهيان طيب الله ثراه، ومستشفى فاطمة بنت مبارك حفظها الله الذي تم تدشينه العام الماضي ليعكس لوحة فريدة من التعاون الإماراتي الموريتاني، وتظهر إرادة البلدين في الوقوف معا في مختلف الظروف».
وفي ختام الحفل ألقى وزير الصحة الموريتاني سيدي ولد الزحاف خطابا استعرض فيه الاستراتيجية الموريتانية لمواجهة جائحة كورونا، وقال إن تدشين مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني «يعد دليلا ساطعا على عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة بين شعبي الجمهورية الإسلامية الموريتانية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادتيهما الحكيمتين».
وأضاف الوزير مخاطبا الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني: «لتسمحوا لي سيادة الرئيس أن أتوجه باسمكم بخالص الشكر ووافر الامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حكومة وشعبا، على ما قدمته لبلادنا خلال هذه الجائحة من إسناد، حيث كانت أول دفعة من اللقاحات تصل إلى بلادنا هدية من هذا البلد الشقيق، وكانت مع معدات طبية وفريق فني أشرف على تكوين الطواقم في مجال التطعيم وحفظ اللقاحات».
وأعلن الوزير أن موريتانيا تنتظر غدا وصول شحنة إماراتية تتكون من ثمانين ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وتجول الرئيس الموريتاني والوزير الأول في أجنحة المستشفى الإماراتي الميداني، الذي يتألف من جناحين أحدهما مركب من الألواح الجاهزة، والثاني متنقل مصنوع من الخيم والحاويات، ويضم الجناح الأول مشفى بسعة 120 سرير منها 24 سرير عناية مركزة، بالإضافة إلى «التجهيزات الطبية الضرورية للحجز والتكفل بمرضى كوفيد – 19».
ويتكون الجناح الأول من بناية بمساحة 3309 متر مربع، تضم قاعة استقبال كبيرة، 30 غرفة حجز، 06 غرف للكادر الطبي، قاعة للصيدلية، قاعة للمختبر، 06 دورات مياه للمرضى، 04 حمامات وغرف ملابس للكوادر الطبية، غرفتان للكهرباء، هذا بالإضافة إلى أنظمة التحكم في أبواب الممرات والكهرباء والماء والصرف الصحي وكذا كشف الحريق.
كما جهزت الغرف بنظام الغازات الطبية مزود بشبكة توزيع مع غرفة خارجية لمعدات الغازات: شطف، هواء مضغوط، مع محابس الأكسجين.
ويتوفر المشفى على مولدي كهرباء لضمان استمرار الكهرباء، وثلاث خزانات مياه بسعة إجمالية 60 متر مكعب مع مضخة مياه.
أما الجناح الثاني فيضم 100 سرير في خيم على مساحة 4600 متر مربع، وتضم قاعة استقبال، قاعة للإدارة، قاعة فحص 10 قاعات للحجز، قاعة للصيدلية، قاعة للمختبر، دورات مياه للمرضى، حمامات وغرف ملابس للكوادر الطبية، مع أنظمة الكهرباء والتكييف، خزانات للماء والصرف الصحي.
ويتوفر المستشفى المتنقل مولدا كهربائيا يغطي كافة أجزاء المستشفى، مع خزان وقود بسعة 20 م3، وخزانات مياه بسعة إجمالية 30 متر مكعب مع مضخات مياه وصرف.
ويتوفر المستشفى المتنقل على «التجهيزات الطبية الضرورية للحجز والتكفل بمرضى»، كما تم تعزيزه من طرف الوزارة بمولد أكسجين طبي بقدرة 480 لتر في الساعة.