أجرت وزارة الصحة الموريتانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 1847 فحصا للكشف عن فيروس «كورونا» المستجد، وهو ما أسفر عن رصد 200 عينة موجبة، أي أن نسبة الإصابة كانت 10,8 في المائة، وهو مؤشر يثير مخاوف السلطات الصحية لأنه يكشف مدى انتشار الفيروس في أوساط السكان.
وتعد هذه النسبة هي الأعلى منذ بداية الموجة الثالثة من الجائحة في موريتانيا، إذ يرى بعض الإحصائيين أنه بناء على هذه العينة فإن من بين كل عشرة موريتانيين هنالك شخص واحد على الأقل مصاب بفيروس «كورونا».
وقبل أسبوع كانت نسبة الإصابة لا تتجاوز 5,8 في المائة (يوم الاثنين)، ولكنها قفزت يوم الثلاثاء لتصل إلى 7,8 في المائة، وقفزت بعد ذلك لتصل يوم الأربعاء (يوم العيد) إلى 9,1 في المائة، وظلت هذه النسبة شبه ثابتة أيام الخميس (9 في المائة)، والجمعة (8 في المائة)، والسبت (9,6 في المائة)، قبل أن تقفز أمس الأحد لتكسر حاجز 10 في المائة لأول مرة.
ولا تستبعد مصادر صحية أن تواصل نسبة الإصابة الارتفاع بسبب الخصوصية الجينية لهذا الفيروس المتحور، وغياب الإجراءات الاحترازية في الشارع والأماكن العامة، وخاصة التباعد الاجتماعي والكمامات.
ولكن نسبة الإصابة كانت متفاوتة بين ولايات موريتانيا، فوصلت إلى مستويات خطيرة في نواكشوط الجنوبية (75٪)، وفي نواكشوط الشمالية (43,6٪)، بينما كانت مستوياتها عالية في تكانت (26,6٪) وفي غورغول (25,9٪)، وفي تيرس الزمور (22,8٪)، وفي آدرار (22,2٪)، ولعصابه (20,6٪)، الترارزة (18,3٪).
وكانت نسب الإصابة أقل في ولايات لبراكنه (10,6٪) ونواذيبو (7,9٪) ثم كيدي ماغا (5٪) ونواكشوط الغربية (4,5٪)، وإينشيري (2,6٪).
ولكن نسبة الإصابة كانت شبه منعدمة في ولايتي الحوض الغربي (1,5٪)، والحوض الشرقي (0٪).
ومع تزايد أعداد الإصابات، في ظل محدودية الفحوصات التي تجري يوميا، إلا أن حالات الوفاة هي الأخرى تشهدا تسارعا كبيرا، إذ سجلت خلال اليومين الماضيين 15 وفاة، وخلال الأسبوعين الماضيين 41 وفاة، وهو ما يمثل نسبة 8 في المائة من إجمالي عدد الوفيات بسبب الفيروس في البلاد منذ بداية الجائحة (528 حالة وفاة).
ولكن مصادر صحية قالت في حديث مع «صحراء ميديا» إن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع أكثر، إذا لم يتقيد المواطنون بالإجراءات الاحترازية، مشيرين إلى أنه رغم عدد الوفيات الكبير نسبيا وعدد حالات الشفاء الكبير، إلا أن الحالات التي تتلقى العلاج في المستشفيات، وخاصة الحرجة، عددها يرتفع بوتيرة متسارعة، ما يزيزد الضغط على منظومة صحية هشة.
ويشير هؤلاء إلى أن نشرة وزارة الصحة أمس أظهرت أن هنالك 85 مصابا يتلقون العلاج في المستشفيات الموريتانية، من بينهم 26 حالة حرجة، 21 منها في نواكشوط وثلاثة في بوتلميت واثنتان في نواذيبو.
وكان وزير الصحة الموريتاني سيدي ولد الزحاف قد أعلن في تصريحات صحفية مساء السبت، أن الاستراتيجية التي اعتمدتها الوزارة «مرنة» حتى تمكن من التأقلم مع الوضع، ولكنه في الوقت ذاته حذر من خطورة الوضعية وخاصة فيما يتعلق بعدد أسرة الإنعاش وتوفر الأكسجين.