قال رئيس بوركينافاسو روش مارك كابوري إن بناء الثقة بين الجيش والسكان المحليين أمر ضروري لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أن «الوقت قد حان لمواءمة استراتيجية محاربة الإرهاب مع الواقع في الميدان».
كاباوري الذي كان يتحدث في خطاب موجه إلى الشعب البوركينابي، بثه التلفزيون الحكومي مساء أمس الأحد، قال إن التحديات المرتبطة بالوضع الأمني في البلاد تستوجب تجديد الثقة بين المواطن وقوات الأمن والدفاع.
وأضاف كابوري أنه «من أجل إعادة بناء الثقة بين المواطنين وقوات الدفاع والأمن، قرر مواءمة استراتيجية محاربة الإرهاب مع الواقع في الميدان، وذلك من خلال إعادة النظر في اكتتاب (المتطوعون من أجل الدفاع عن الوطن)، وزيادة فعالية التدخل العسكري على الأرض والطلعات الجوية».
والمتطوعون من أجل الدفاع عن الوطن هي ميليشيات تجندها الدولة لتشكيل الخطوط الأمامية في الحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة، تم التصويت على القانون المنظم لها نهاية عام 2019، وهي من مدنيين يخضعون لتدريبات سريعة تمكنهم من الدفاع عن قراهم.
ولكن هذه الميليشيات تواجه انتقادات كبيرة وتتهم بالتورط في انتهاكات حقوقية ضد السكان المحليين، ولكن رئيس بوركينا فاسو أعلن استعداده لإعادة النظر في الاعتماد على هذه الميليشيات.
في انتظار ذلك، دعا كابوري إلى «التعاون مع الجيش وعناصر المتطوعين، لأن النصر ذرورة وواجب، ومن غير المقبول أن نشك في قدرتنا على تحقيق النصر»، وفق تعبيره.
وفيما يتعلق بالمسيرات المزمع تنظيمها مطلع الشهر المقبل، دعا كابوري الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى تأجيلها، معتبرًا أن «المسيرات والمظاهرات لن تكون العصا السحرية للنصر في الحرب على الإرهاب».
وكانت أحزاب سياسية معارضة دعت أنصارها إلى التظاهر أيام 3 و4 يوليو القبل، في جميع أنحاء بوركينا فاسو من أجل التعبير عن رفضها للوضع الأمني الهش.
وكان مئات الأشخاص خرجوا في مظاهرات في محافظات الشمال والوسط، داعين السلطات إلى التدخل «بشكل جدي» لوقف الهجمات المتكررة، والتي خلفت مئات الضحايا ومئات آلاف النازحين، داخل البلاد.
الرئيس كابوري، دعا المعارضة إلى مواصلة الحوار من أجل التوصل إلى توافق وطني حول جميع المشاكل المطروحة وخصوصا المتعلق منها بالوضع الأمني، مضيفا أنه «قد حان الوقت لأخذ مسؤولياتنا في مواجهة الوضع الهش».
وتواجه بوركينا فاسو منذ 2015 هجمات مسلحة، تنسب إلى تنظيم القاعدة وداعش، خلفت ما لا يقل عن 1500 قتيل إضافة إلى مليون ونصف مليون شخص اضطروا إلى الهرب من قراهم.