اتفق قائدا الجيشين الموريتاني والسنغالي، اليوم الجمعة، على تكثيف «الدوريات المشتركة» بين بحرية البلدين لتأمين منشئات الغاز في حقل «آحميم» المشترك، على الحدود البحرية بين البلدين، وهو الحقل الذي تستغله شركة «بريتش بيتروليوم» وتتوقع بداية إنتاج الغاز فيه نهاية 2023.
جاء ذلك في ختام زيارة عمل أداها الفريق محمد بمبه مكت، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، إلى العاصمة السنغالية دكار بدعوة من نظيره السنغالي الفريق أول الشيخ واد.
وجاء في البيان الختامي للزيارة، أن قائدي الجيشين «حثا على التعاون والتنسيق المستمر لضمان أمن منشآت استخراج الغاز في منطقة آحميم، بالتعاون مع شركة بريتش بتروليوم المكلفة بالاستخراج»، وفق ما نشر الموقع الإلكتروني للجيش الموريتاني.
وأضاف البيان الختامي أن الطرفين أعلنا «تكثيف العمليات المشتركة لتأمين المنصة العائمة، والحدود النهرية والبحرية».
في المقابل دعا الطرفان إلى «تسريع التوقيع على بروتوكول تأمين حقل آحميم، بعد اكتمال الترتيبات المالية من طرف شركة (بي بي)».
وكانت الشركة البريطانية قد استثمرت مليار دولار في الحقل الذي تقدر مخزونه بحوالي 15 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وتتوقع أن يكون «مصدرا معتبرا للطاقة».
وفي السياق ذاته اجتمع الفريق محمد بمبه مكت مع قائد البحرية السنغالية، وقائد البحرية الموريتانية اللواء البحري محمد شيخنا الطالب مصطف، وناقش معهما «سبل وتدابير التنسيق بين سلاحي البحرية في البلدين».
وركز الاجتماع على تنسيق «الدوريات المشتركة، وخطة العمل بين البلدين وشركة BP، الهادفة إلى تأمين المنشآت في منطقة آحميم لاستخراج الغاز»، وفق ما أعلن الجيش الموريتاني.
ولم يعلن الجيشان تفاصيل هذا التأمين المشترك لحقل الغاز، وإن كانت الزيارة قد كشفت وجود «دوريات مشتركة» لتأمين المنصة العائمة الواقعة على بعد خمسين كيلومترا من اليابسة.
وحظي قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية بحفاوة كبيرة من طرف السنغاليين، طيلة أربعة أيام من العمل قضاها في دكار، كان يرافقه فيها وفد عسكري رفيع المستوى، ضم أبرز قيادات البحرية الموريتانية.
وبحسب ما أعلن الموقع الإلكتروني للجيش الموريتاني فإن الوفد ضم كلًا من «اللواء البحري محمد شيخنا الطالب مصطف، قائد البحرية الوطنية، واللواء حمادي اعلي مولود، قائد المكتب الثاني، واللواء البحري أحمد بنعوف، قائد المكتب الثالث، واللواء صيدو صمبا جا، قائد المكتب الرابع بالأركان العامة للجيوش، والمقدم محمد الراظي آدي، مدير تشريفات قائد الأركان العامة للجيوش، والنقيب البحري محمد براهيم السالم، المرافق العسكري لقائد الأركان العامة للجيوش».
والتقى ولد مكت، خلال الزيارة بوزير القوات المسلحة السنغالي، كما زار المدرسة الوطنية لتكوين الضباط العاملين في تيس، بوسط السنغال، حيث زار الضباط الموريتانيين الذين يتابعون دورات تكوينية في هذه المدرسة، في إطار التعاون بين جيشي البلدين.
وزار ولد مكت «المركز التقني للتكوين» المختص في إعداد الوحدات العسكرية المشاركة في مهام حفظ السلام.
من جهة أخرى، ثمن البيان الختامي للزيارة «المستوى الذي وصلت إليه العلاقات العسكرية الثنائية بين البلدين»، ودعا الطرفان إلى «المضي في تعميق هذه العلاقات».
وأكد البيان الختامي للزيارة أن تعميق العلاقة يتم عبر «تعزيز الدور الأمني الذي تضطلع به الدوريات الأمنية المشتركة في النهر وعبر الحدود البرية بين البلدين، وتبادل المعلومات الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود».