أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مساء اليوم الجمعة، إن الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل الأفريقي سيقوم في المستقبل على ركيزتين أساسيتين هما «التعاون» مع الجيوش الأفريقية الموجودة على الأرض، ومواجهة مختلف أشكال الإرهاب عبر قوة «تاكوبا».
لودريان كان يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، التي زارها للتضامن بعد مقتل 160 مدنيا في هجوم على قرية شمال شرقي البلاد، قبل أسبوع.
وقال لودريان فيما بدا أنه شرح لإعلان الرئيس الفرنسي إنهاء عملية «برخان» العسكرية في الساحل، إن على الدول في الساحل أن تتحمل مسؤوليتها في المناطق النائية «إعادة الإدارة وخدمات التعليم والصحة، والشرطة.. باختصار يجب أن تأخذ الدولة مكانها، إنها مسؤولية كل دولة على حدة».
وأوضح لودريان أن الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة مستقبلا سيرتكز على محورين «من جهة، تعزيز الدعم والتعاون مع الجيوش الأفريقية الموجودة في الميدان، ولكن ذلك سيتم بالتنسيق مع (بعثة الاتحاد الأوروبي للتكوين في مالي)».
وأضاف وزير الخارجية الفرنسية أن المحور الثاني هو «تعزيز محاربة الإرهاب بكافة أشكاله من خلال قوة (تاكوبا)، العمود الفقري لهذه الحرب».
وتأتي زيارة لودريان إلى بوركينا فاسو لتكون أول زيارة يقوم بها مسؤول فرنسي إلى منطقة الساحل بعد القرار الذي أعلنه ماكرون مساء أمس الخميس.
وسبق أن أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، اليوم الجمعة، أن جيوش دول الساحل «تتمتع بقدرة أكبر على مواجهة أعدائها»، بعد أن نفذت عمليات مشتركة واسعة في الأشهر الأخيرة مع القوات الفرنسية التي «سيظل التزامها العسكري كبيرا جدا».
وقالت بارلي في حديث مع إذاعة محلية فرنسية إن «الوقت قد حان، لأن القوات المسلحة لمنطقة الساحل أصبحت الآن تتمتع بقدرة أكبر على مواجهة أعدائها»، مضيفة أن «هذا ممكن أيضا لأن وجود الأوروبيين يتعزز» لا سيما في إطار تجميع القوات الخاصة «تاكوبا» الذي أطلقته فرنسا، لمواكبة الجنود الماليين في القتال.
وتابعت: «نحن في شراكة أكثر فأكثر مع القوات المسلحة لمنطقة الساحل التي قمنا بتأهيلها في البداية» عبر بعثة الاتحاد الأوروبي للتأهيل ثم «دربناها وحاربنا معها».