احتفل الموريتانيون اليوم الخميس بذكرى عيد الفطر المبارك، رغم هواجس موجة ثالثة من جائحة «كورونا»، خاصة داخل البلاد وتحديدًا في ولاية كيدي ماغه، المصنفة منذ عدة أيام على أنها «بؤرة وبائية».
السلطات الموريتانية سمحت بإقامة صلاة العيد في المساجد، وأدى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الصلاة في جامع ابن عباس، غير بعيد من القصر الرئاسي بنواكشوط، وكان برفقته الوزير الأول وأعضاء الحكومة وعدد من كبار الشخصيات والسفراء.
لم تلاحظ أي إجراءات احترزاية «استثنائية» خلال صلاة العيد في مسجد ابن عباس، ولا في أغلب مساجد العاصمة.
أعضاء الحكومة وكبار الشخصيات والسفراء تقيدوا بارتداء الكمامة، ولكن غاب عن صفهم «التباعد الاجتماعي»، باستثناء الدائرة القريبة من الرئيس.
أما على بعد عدة أمتار، حيث صفوف المواطنين، فقد غابت الكمامة بشكل شبه تام وغاب التباعد، واختفت مظاهر الاحتراز من العدوى.
كما غاب الحث على الوقاية من العدوى عن خطبة الإمام أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، الذي اكتفى بدعاء رفع البلاء، بينما كان يتوقع منه أن يحث المواطنين على أخذ اللقاح في ظل ضعف الإقبال عليه.
كان التراخي واضحًا في بلد سجل قبل أيام قليلة، أول إصابة مؤكدة بالسلالة البريطانية من فيروس «كورونا»، شديدة العدوى.
في ولاية كيدي ماغه، جنوبي البلاد، وهي المصنفة على أنها «بؤرة الوباء» في البلاد، أقيمت صلاة العيد في المساجد، وسبقتها حملة توعية نظمتها السلطات الإدارية والصحية، رغم مطالب بفرض قيود خاصة في الولاية المحاذية للسنغال ومالي.
راهنت السلطات المحلية على حملات التوعية، دون تقييد حرية المواطنين أو مضايقة أنشطتهم التجارية خلال العيد، في واحدة من أفقر ولايات الوطن، وفق تعبير مصدر قريب من الإدارة المحلية.
ولكن مصدرًا صحيًا أبدى تحفظه على هذه المقاربة، مشيرًا إلى أن الولاية أصبحت بؤرة للوباء ويجب التعامل معها بجدية كبيرة وعدم تهاون، مؤكدًا أنه كان يدعم فرض قيود على صلاة العيد وحتى على صلاة الجمعة في الولاية.
وكانت تتوقع وزارة الصحة أن يصل عدد الإصابات في ولاية كيدي ماغه إلى «الذروة» خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، حسب استنطاقها لمسار تطور الوباء، وهو ما دفعها إلى تجهيز عشرات أسرة الإنعاش في مستشفى «سيلبابي» وعدة وحدات أوكسجين، ترقبًا لظهور حالات حرجة.
كما اعتمدت الوزارة على مستشفى «كيهيدي» بصفته مستشفى دعم في حالة زاد الضغط على المستشفى الجهوي بمدينة سيلبابي.
وزارة الصحة، التي تعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والسلطات المحلية، فضلت ترك الأمور على طبيعتها في كيدي ماغه خلال عيد الفطر المبارك، نظرا لخصوصية المجتمع واحتراما لتقاليده، ولكنها استعدت لجميع السيناريوهات، وفق تعبير مصدر صحي.
ما يثير مخاوف الأطباء أكثر من أي شيء آخر، هو تلك العادات التي تشكل مصدر فخر واعتزاز لدى المجتمع الموريتاني، حين يعظم العيد بتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، والإقبال على مجالسة كبار السن، إنها البيئة المثالية لانتشار الفيروس.