تزايدت في الشواطئ الموريتانية خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة نفوق الأسماك من مختلف الأنواع، ما أثار مخاوف الموريتانيين على ثروتهم السمكية التي تشكل واحدًا من أعمدة الاقتصاد الموريتاني.
عادت هذه المخاوف إلى الواجهة أمس الثلاثاء، حين نشرت الحظيرة الوطنية لجاولينغ صورة لحوت ضخم من نوعية «الحوت الأزرق»، قالت إن فرقها عثرت عليه يوم الأحد الماضي، في منطقة «لكَويشيش»، جنوبي العاصمة نواكشوط.
ويبلغ طول الحوت الضخم 22 مترًا، ولم تعرف أسباب نفوقه، ولكنه أعاد إلى الأذهان حوادث مشابهة، كان آخرها نفوق كميات كبيرة من أسماك «البوري»، شهر سبتمبر من العام الماضي، حمل التيار قرابة 200 طن منها لتتناثر على عشرات الكيلومترات ما بين نواكشوط وميناء تانيت.
وفي شهر مارس من العام الماضي، عثر صيادون في مدينة انجاكو، جنوب غربي البلاد، على سمك ضخم ميت حملته الأمواج إلى الشاطئ.
وفي نفس الشهر عثر صياديون على دلفين ضخم، على شواطئ مدينة نواذيبو، شمال غربي موريتانيا.
ودقت عدد من المنظمات المهتمة بالبيئة ناقوس الخطر، وربطت هذه الحوادث المتكررة بعمليات التنقيب عن النفط والغاز قبالة الشواطئ الموريتانية، حيث تنشط عشرات الشركات الأجنبية.
ولكن الجهات الرسمية الموريتانية ظلت تعتبر نفوق هذه الكائنات الحية أمرًا طبيعيًا في الغالب، فأصدر المعهد الموريتانية لبحوث المحيطات والصيد الموجود بمدينة نواذيبو، بيانات متكررة لشرح هذه الظاهرة.
المعهد أصدر اليوم الأربعاء بيانًا قال فيه إن الحوت الأزرق الذي عثر عليه في منطقة (لكَويشيش) «يوجد في حالة تحلل متقدم، وهو ما قد يوحي بأنه نفق في أعالي البحار بعيدا من منطقة الجنوح».
وأضاف المعهد أن المياه الموريتانية تعتبر «منطقة عبور للكثير من الحيتان التي تجوب ما بين القطبين الشمالي والجنوبي، ويعد نفوق الحيتان ظاهرة طبيعية».
وقال المعهد إنه خلال ست سنوات (2013-2019) سجل نفوق 50 حوتًا، تنوعت أسباب النفوق «بين ما هو طبيعي وما يعود لعوامل أخرى»، دون أن يكشف عن طبيعة هذه العوامل.
وسبق أن قال المعهد إنه رصد ظاهرة نفوق الأسماك منذ 2005، وهي نفس السنة التي بدأت فيها موريتانيا استخراج النفط من بئر شنقيط الموجود في عمق المحيط الأطلسي.
وأرجع المعهد آنذاك أسباب النفوق إلى «الصيد المرتجع من طرف السفن، ظاهرة الاختناق الناجمة عن انخفاض الأكسجين المرتبط بارتفاع درجات الحرارة وضعف الرياح، بالإضافة للتلوث».