نظم بيت الشعر في العاصمة الموريتانية نواكشوط، نشاطا ثقافيا بعنوان “رمضان في الثقافة العالمة” بحضور شعراء ومثقفين، ومداخلات لبعض الأساتذة.
و تحدث الأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف، عن ر “رمضان في الوعي الجماعي الشنقيطي” تعظيم الموريتانيين لشهر رمضان، الذي يسمون به أبناءهم، وقال إن الشناقطة بلغ بهم الاعتقاد في بركة شهر رمضان “أنهم حكموا أن أيامه كلها سعد لا توجد فيه أيام النحس”.
وتطرق ولد عبد اللطيف إلى موضوع محاضرته من خلال محاور عديدة أبرزها “رمضان في الوعي الجماعي الشنقيطي”، و”مكانة الصوم في الثقافة العالمة في المجتمع الشنقيطي”، ورمضان والأخلاق والعبادة”، ورمضان والشعراء”، قبل أن يختم بمتفرقات تتعلق بالصوم.
في محور “رمضان والشعراء”، رأى المحاضر أنه “كان من المفروض أن يكون لشهر رمضان حضور في الثقافة العالمة في ميدان الشعر الفصيح على غرار موسم الحج وموسم المولد النبوي الشريف”.
واعتبر ولد عبد اللطيف أنه “لم يرد ذكر لرمضان في الشعر الشنقيطي إلا في نطاق المراثي عند ذكر محاسن الفقيد. وذكر صاحب كتاب “الوسيط” أن مولود بن أحمد الجواد أنكر على من أنكر صحة قول القائل: “رب صائمه لن يصومه” لأن الإضافة اللفظية لا يتعرف بها المضاف فيجوز دخول حرف رب عليه”.
أما الأستاذ لمرابط ولد دياه فقد تركزت محاضرته حول رمضان عند الشعراء وتباين انطباعاتهم عنه قدوما وتوديعا، قائلا إن “شهر رمضان يرتبط في الذاكرة الجمعية لمختلف المجتمعات المسلمة بعادات، وتقاليد في المأكل، والمشرب، وأوقات النوم”.
واعتبر ولد دياه أنه “بالنسبة للثقافة الشنقيطية العالمة، فقليلة هي النصوص الشعرية التي تتحدث عن شهر رمضان بالسلب أو الإيجاب”.
ولد دياه قدم مقاربة شعرية، بيَّـن من خلالها كيف كان وقع رمضان في نفوس الشناقطة “فمنهم من ابتهج وتهلل لمقدمه، وطرب لرؤية الهلال، وسعد بالكنافة والقطايف فأفرد لها الأشعار، ومنهم من كانت حاله عكس هذه الحال فرأى في الشهر طولا وثقلا وحرمانا من الملذات”.
واختتم ولد دياه محاضرته بأنواع وداع الشعراء لرمضان بين متشبث به حزين لفراقه (محمد التهامي في قصيدته “رمضان.. لا ترحل”)، وبين فرحان بانقضائه (ابن المعتز: أَهْلًا بِفِطْرٍ قَدْ أَنَارَ هِلَالُهُ).
ليختم بتعبير لطيف أن رمضان على “حيرة في موكب الشعراء”.