تنتهي مساء اليوم الأربعاء المهلة التي منحتها جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد (فاكت)، لاستئناف العمل العسكري واجتياح العاصمة انجامينا، وحذرت قادة الدول من حضور مراسم تشييع جثمان الرئيس السابق إدريس ديبي الذي قتل في المواجهات، وفق ما أعلن الجيش التشادي أمس الثلاثاء.
وكانت الجبهة قد منحت عائلة الرئيس مهلة لدفن والدهم، قبل استئناف الهجوم على العاصمة، وأعلنت رفضها القاطع لتشكيل المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس السابق.
وقالت الجبهة القادمة من جنوب ليبيا، حيث كانت تتمركز منذ عدة سنوات، إنها ترفض «سياسة الأمر الواقع» التي يحاول الجيش فرضها بعد مقتل إدريس ديبي.
في المقابل تباحث رئيس المجلس العسكري الانتقالي، اليوم الأربعاء، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد (وزير الخارجية التشادي السابق)، حول خريطة طريق المرحلة الانتقالية.
وسبق أن أعرب الاتحاد الأفريقي عن دعمه للمجلس العسكري الانتقالي، كما ساندته فرنسا التي دعت إلى التهدئة وتنظيم مرحلة انتقالية قائمة على الحوار والشراكة.
وأعلن الاتحاد الأفريقي أن مجلس السلم والأمن التابع له، سيعقد غدًا الخميس اجتماعًا لمناقشة الأوضاع في تشاد.
Le Conseil de Paix et de Sécurité de l’Union africaine tiendra demain Jeudi 22 Avril 2021, à 12h30 (GMT+3) une réunion sur la situation au #Tchad 🇹🇩
— African Union Political Affairs Peace and Security (@AUC_PAPS) April 21, 2021
وفيما تعيش العاصمة التشادية حالة من الترقب، في ظل مخاوف من وقوع اقتتال في العاصمة انجامينا، أعلن عدد من الرؤساء نيتهم الوصول إلى تشاد يوم الجمعة لحضور تشييع جثمان ديبي، وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
والتقى المبعوث الفرنسي للسودان جان ميشيل دومونو، اليوم خلال زيارته للخرطوم، برئيس مجلس السيادة السودانية قائد ركن أول عبد الفتاح البرهان، وقال المبعوث إن اللقاء تطرق «للأوضاع في دولة تشاد، وإمكانية التنسيق والفهم المشترك بين السودان وفرنسا بشأن الوضع في هذا البلد من أجل المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في تشاد والإقليم بصفة عامة».
وأضاف المبعوث الفرنسي أن زيارة ماكرون إلى تشاد يوم الجمعة «ستشكل فرصة سانحة للقاء قادة ورؤساء دول الإقليم بهدف توطيد دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة».
من جهة أخرى أصدرت فرنسا وإيطاليا بيانًا مشتركًا أكدتا فيه على أهمية «حفظ استقرار تشاد والدول المحيطة بها».
في غضون ذلك أجرى مسؤولون ليبيون اتصالات مع دول الجوار ودول أوروبية للتنسيق بشأن الأوضاع في تشاد، وشملت هذه الاتصالات قادة السودان والنيجر، وجرى الاتفاق على ضرورة أن «يضطلع الاتحاد الأفريقي بدوره لاتخاذ خطوات لتخفيف التوتر في المنطقة».
وأعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، عن قلقه حيال ما يجري في تشاد، وأمر بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، القوات المسحلة باتخاذ إجراءات فورية لتأمين الحدود الجنوبية مع تشاد.
داخليًا يواصل المجلس العسكري الانتقالي في تشاد عمله على تهيئة الأرضية لمرحلة انتقالية، أعلن أنها ستستمر 18 شهرًا وتنتهي بتسليم السلطة إلى المدنيين.
وكان تشكيل المجلس العسكري قد أثار جدلًا قانونيا ودستوريا في البلاد، إذ كان دستور البلاد ينص على تسلم رئيس الجمعية الوطنية للرئاسة في حالة شغور منصب رئيس الجمهورية، ولكن هذا الدستور خضع للتغيير مؤخرًا واستحدث منصب نائب رئيس الجمهورية لم تتم تسميته، ما تسبب في فراغ استغله الجيش لتشكيل مجلس عسكري انتقالي.
وأعلن رئيس الجمعية الوطنية، مساء اليوم الأربعاء، أنه كان على علم بتشكيل المجلس العسكري وأنه يدعمه لقيادة المرحلة الانتقالية، وهو ما يزيد من قوة موقف الجيش.
وفي ظل التوتر الأمني والمخاوف التي خلفها مقتل الرئيس ديبي، تتحدث المصادر عن مساعي للوساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد (فاكت)، من أجل التوصل إلى اتفاق يحول دون انزلاق الوضع نحو الأسوأ ودخول البلاد في نفق حرب أهلية طاحنة.