أعلن الجيش التشادي، بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي اليوم الثلاثاء، حل البرلمان وإقالة الحكومة وإغلاق الحدود البرية للبلاد وحظر التجوال ليلا، فيما دعت فرنسا إلى «انتقال سلمي» للسلطة يطبعه «الحوار الوطني مع كافة الأطراف».
وكان الجيش قد شكل على وجه السرعة «مجلسا عسكريا»، سيتولى إدارة فترة انتقالية مدتها 18 شهرًا، تفضي إلى العودة للوضع الدستوري، أسندت رئاسته إلى نجل الرئيس الراحل، الجنرال محمد إدريس ديبي (37 عامًا).
وفي أول قرار للمجلس العسكري أعلن الحداد على الرئيس ديبي 14 يومًا تنكس فيها الأعلام الوطنية، فيما ألغى التلفزيون والإذاعة الرسميين برامجهما، وتوقف بثهما على تلاوة القرآن حدادًا على «مشير تشاد».
وقال الناطق باسم القوات المسلحة التشادية الجنرال عزم بيمراندو أجونا: «ينبغي على شعب تشاد أن يظهر حرصه على السلام والاستقرار والتماسك الوطني في مواجهة هذا الوضع المقلق».
وفيما يرتب الجيش التشادي البيت الداخلي في نجامينا، توعد المتمردون بمواصلة هجومهم المستمر منذ تسعة أيام، والذي وصل إلى العاصمة نجامينا وأسفر عن مقتل الرئيس ديبي، الذي كان يقود المعارك.
وقال الناطق باسم جبهة التناوب والتوافق (فاكت): «نرفض رفضا قاطعا المرحلة الانتقالية وننوي مواصلة الهجوم».
وأضاف المتحدث باسم المتمردين: «تشاد لا يحكمها نظام ملكي. يجب ألا يكون هناك انتقال للسلطة من الأب إلى الابن»، وتابع «قواتنا في طريقها إلى نجامينا، لكننا سنترك ما بين 15 إلى 28 ساعة لأبناء ديبي لكي يدفنوا والدهم وفق العادات».
فرنسا التي تنشر قواتها في تشاد وتملك قواعد عسكرية هامة في مستعمرتها السابقة، وتعد تشاد حليفها القوي في القارة الأفريقية، أعلنت أهمية «الانتقال السلمي» للسلطة في تشاد، مؤكدة أن المجلس العسكري «مكلف بالانتقال السياسي لفترة محدودة».
وجاء في رسالة تعزية من قصر الإليزيه أن فرنسا «تشدد على أهمية أن تجري المرحلة الانتقالية في ظروف سلمية، وبروح من الحوار مع كل الأطراف السياسية والمجتمع المدني، والسماح بالعودة السريعة إلى حكامة تشمل الجميع، وتعتمد على المؤسسات المدنية».
وقال الإليزيه إن باريس «تعرب عن تمسكها الثابت باستقرار تشاد ووحدة أراضيها»، مشيرًا إلى أن «تشاد فقدت رئيسا حارب دونما هوادة من أجل أمن البلاد واستقرار المنطقة على مدى ثلاثين عاما. لقد فقدت فرنسا صديقا شجاعا».
من جانبه قال الاتحاد الأفريقي إن مقتل ديبي «خسارة كبيرة» لدولة تشاد وللقارة الأفريقية، وقال في بيان صحفي إن ديبي «لعب دورًا محوريا في تحقيق أجندة الاتحاد الأفريقي لتعزيز السلم والأمن، وكان مناصرا قويا لجهود الاتحاد الأفريقي لخلق مناخ آمن ومستقر، خاصة في منطقة الساحل».
وأعلن الاتحاد الأفريقي تضامنه مع الحكومة والشعب التشاديين في هذه «الفترة الصعبة».
فيما كتب الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، عبر تويتر: «تلقيت بحزن شديد نبأ وفاة المارشال إدريس ديبي إيتنو، رئيس جمهورية تشاد».