أعلنت موريتانيا أنها تتضامن مع الأردن بعد أنباء تتحدث عن مخطط لزعزعة الأمن في المملكة، وقالت موريتانيا إن استقرار الأردن مهم لاستقرار المنطقة ككل.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الموريتانية، أنه «إثر الأحداث المؤسفة التي كانت المملكة الأردنية الهاشمية مسرحها اليوم (السبت)، فإن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تعلن تمسكها باستقرار الأردن وأمنه وسلامته».
وأعلنت أن موريتانيا تعلن «تضامنها» مع الأردن «في مواجهة كل ما يمكن أن يمس بوحدته وخيارات شعبه».
وخلصت إلى أن موريتانيا «تعلن دعمها للشعب الأردني الشقيق بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين».
وأكدت أن «استقرار الأردن يشكل إحدى أهم الضمانات لاستقرار المنطقة ككل»، وفق نص البيان.
وكان الجيش الأردني قد أعلن مساء السبت أن الأخ غير الشقيق للملك الأردني الأمير حمزة «طلب منه التوقف عن تحركات توظف لاستهداف» استقرار الأردن، بعد توقيف أشخاص عدة بينهم رئيس سابق للديوان الملكي وشخصية قريبة من العائلة المالكة.
وأظهر مقطع فيديو نشر عبر الإنترنت انتشارا كثيفا للشرطة في منطقة دابوق غرب العاصمة عمان قرب القصور الملكية، في وقت قال ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين إنه قيد الإقامة الجبرية.
وأعلن مصدر أمني أردني، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية (رسمية)، أنه «بعد متابعة أمنية حثيثة، تم اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسباب أمنية».
وأضاف المصدر أن «التحقيق في الموضوع جار»، دون مزيد من التفاصيل.
وشغل عوض الله مناصب عدة منها رئيس الديوان الملكي (2007-2008) ومدير مكتب الملك عام 2006 ووزير التخطيط ووزير المال، كما عمل مديرا للدائرة الاقتصادية في الديوان الملكي الهاشمي.
الأمير حمزة هو الابن الأكبر للملك الراحل حسين من زوجته الأميركية الملكة نور، وعلاقته الرسمية بأخيه الملك عبدالله جيدة، وهو قريب من الناس وشيوخ العشائر.
وكان الملك عبد الله سمى الأمير حمزة وليا لعهده عام 1999، امتثالًا لرغبة والده الراحل، لكنه نحاه عن المنصب عام 2004 وسمى لاحقا ابنه الأمير حسين وليا للعهد.
من جهته، نفى رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي في بيان «صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال» ولي العهد السابق، لكنه أوضح أنه «طلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره».
وقال الحنيطي إن «التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح». وأكد أن «كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها»، مشير ا إلى أنه «لا أحد فوق القانون».
ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية في وقت سابق السبت، عن مسؤول في الاستخبارات الأميركية لم تسمه، أن السلطات الأردنية وضعت الأمير حمزة بن الحسين قيد الإقامة الجبرية واعتقلت نحو 20 مسؤولا أردنيا في إطار تحقيق حول مخطط للإطاحة بالملك.
ونقلت عن مسؤول استخباري كبير أن «الخطوة جاءت بعد كشف ما وصفه الديوان الملكي بمؤامرة معقدة بعيدة المدى».
ووفقا للصحيفة الأمريكية، تضم المؤامرة «على الأقل فردا واحدا من العائلة المالكة وقادة عشائر وأعضاء في المؤسسات الأمنية».
في واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن واشنطن «تتابع من كثب» التقارير الواردة من الأردن.
وأضاف: «نحن… على اتصال بمسؤولين أردنيين. الملك عبد الله شريك رئيسي للولايات المتحدة وهو يحظى بدعمنا الكامل».
من جانبها، أكدت السعودية وقوفها إلى جانب الأردن، وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي أن «المملكة تؤكد وقوفها التام إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه الملك عبدالله الثاني بن الحسين والأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما».
وتأتي هذه العملية الأمنية في الأردن بينما تستعد البلاد للاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، والتي تحولت لاحقا إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
وأعلنت المملكة استقلالها عن الانتداب البريطاني عام 1946. ورغم شح الموارد الطبيعية، خصوصا النفط والمياه، استطاعت المملكة الصمود في منطقة هزتها عبر عقود صراعات وحروب عدة.