قتل 14 شخصًا على الأقل في هجمات شنه مسلحون مجهولون، اليوم السبت، ضد قاعدة عسكرية في شمال غربي نيجيريا، وفق ما أكدت مصادر محلية.
وقالت هذه المصادر إن الهجمات استهدفت قاعدة عسكرية ومناطق قريبة في ولاية النيجر، شمال غربي نيجيريا.
ونشرت وسائل إعلام محلية أن نحو 200 مسلح هاجموا قاعدة في منطقة العلاوة، ما أسفر عن مقتل ستة جنود وضابط شرطة واحد.
وأحرق المهاجمون القاعدة العسكرية، وشنوا هجمات على مناطق مجاورة، حيث قتلوا سبعة أشخاص واختطفوا آخرين.
وتعيش نيجيريا منذ سنوات أوضاعًا أمنية صعبة، في ظل هجمات تشنها جماعة «بوكو حرام»، بالإضافة إلى تصاعد أنشطة إجرامية تقوم بها ميليشيات مسلحة، تقف وراء عمليات اختطاف واستهداف المنشئات النفطية.
وكانت جماعة «بوكو حرام» قد أعلنت أمس الجمعة أنها أسقطت طائرة عسكرية تابعة للجيش، وعرضت في فيديو حطام طائرة مرسوم عليه العلم النيجيري ووسم «ناف 475».
ولكن الجيش نفى اليوم السبت أن تكون الطائرة المفقودة قد أسقطها مقاتلو الجماعة.
وقالت القوات الجوية النيجيرية، في بيان: «من الواضح أن جماعة بوكو حرام، بطريقتها المميزة في اتباع الدعاية الكاذبة، تسعى إلى أن تنسب لنفسها ما هو مجرد حادث».
وأوضحت أن التحقيق ما زال جارياً في ملابسات تحطم الطائرة، فيما ما زال مصير الطاقم المؤلف من عسكريين غير معروف.
وكانت الطائرة الهجومية الخفيفة من طراز «الفا-جت» تنفذ مهمة دعم لقوات تحارب المتمردين في شمال شرقي ولاية بورنو عندما فقدت اتصالها بالرادار الأربعاء الماضي.
وبدأ تمرد بوكو حرام عام 2009، وبايعت تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015، وتسببت منذ ذلك الوقت في مقتل نحو 36 ألف شخص، ونزح نحو مليونين، وفق تقارير رسمية.
في غضون ذلك أشارت تقارير إلى أن شبح المجاعة يخيم على نيجيريا في غياب أي مؤشرات على احتمال انحسار التمرّد المستمر منذ عقد في شمال شرق البلاد، بينما تزداد صعوبة الوصول إلى المحتاجين للمساعدات، بحسب عناصر إغاثة.
وقال أربعة مسؤولين رفيعين في منظمات إنسانية دولية إن تدهور الوضع الأمني يعيق استجابتهم للأزمة، في ظل استهداف الموظفين الإنسانيين بشكل مباشر بينما يواجهون تشكيكاً وقيوداً يفرضها الجيش، وهو ما نفته الحكومة.
وحذّر أحدهم من أنه «لا يمكننا التدخل بشكل فعلي هنا، طالما أن الجيش يخسر المزيد من الأراضي».
وارتفع ضحايا العنف في منطقة بحيرة تشاد التي تضم أجزاء من نيجيريا، بنسبة حوالى 60 في المئة، ما أدى إلى مقتل 4801 شخص، في أعلى حصيلة تسجل في أفريقيا، حسب المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية معهد الأبحاث التابع لوزارة الدفاع الأمريكية.
وأفاد عنصر الإغاثة أنه لم يعد أحد يعمل بطاقته الكاملة جراء انعدام الأمن.
لكن يرجّح بأن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بشكل طارئ في شمال نيجيريا، بمقدار الضعف تقريباً بحسب الأمم المتحدة.
بالنسبة للأشخاص الأكثر تضرراً، توزّع السلطات المحلية الغذاء والنقود وغير ذلك، لكن جزءاً كبيراً من عملية إيصال المساعدات في شمال شرق نيجيريا يتم من قبل الأمم المتحدة و150 منظمة غير حكومية محلية ودولية.