دعا نائب رئيس حزب الإصلاح والتمنية (تواصل) والمسؤول الإعلامي للحزب، السالك ولد سيدي محمود، إلى حوار سياسي شامل بعيدا عن ماوصفها “بالتفاهمات الجانبية” مطالبا بالسعي نحو حل توافقي يرضي الجميع.
وأضاف ولد سيدي محمود في مقابلة مع ” صحراء ميديا” اليوم الثلاثاء، أن ” الجميع يسعى للحوار في حين أن بعض الأطراف تريد أن تستأثر بالحوار دون البعض، مشيرا إلى أن الأمر “غير مفهوم”.
تتابعون فيما يلي المقابلة نصا وصورة:
صحراء ميديا: ما موقفكم من آلية تحضير الحوار المرتقب ؟
السالك ولد سيدي محمود: نحن بينا في أكثر من مناسبة، وخاصة في وثيقة نحو تحول توافقي، لأن البلد في حاجة إلى تصحيح أوضاعه لينتقل من ديمقراطية شكلية إلى ديمقراطية فعلية.
وهذا التحول يجب أن يتم بآلية شفافة واضحة، بعيدا عن التفاهمات الجانبية، وعلى أساس رؤية تخدم تجذير الديمقراطية، وحل فتيل التوتر في الإشكاليات الوطنية، وإصلاح المنظومة الانتخابية، وضمان حق الولوج إلى الإعلام الرسمي.
بهذا يتم حوار شفاف وبناء، وجامع لكل الموريتانيين، وليس تفاهما بين السلطة وبعض الأطراف، كما كان قائما في بداية النظام الحالي.
صحراء ميديا: هل وجدت الوثيقة التي تقدمتم بها أي ردود فعل رسمية ؟
السالك ولد سيدي محمود: الوثيقة التي تقدمنا بها، كل الأطراف بمن فيهم السلطة، تلقتها بالقبول، وقالت إنها وثيقة بناءة وجيدة، والجميع أعرب عن أهمية الوثيقة، ومستواها، لكن أكثر من ذلك، لم يقع.
صحراء ميديا : إلى أين وصلت جهود الرئيس مسعود الأخيرة بخصوص الحوار ؟
السالك ولد سيدي محمود: هذا السؤوال يجب أن يوجه لمسعود، لأن الأقدر على إجابته، لكن في تقديري أن مبادرته قائمة، وأنها مستمرة، ومن شأنها أن توحد صفوف المعارضة.
صحراء ميديا : ما هي رؤيتكم للآلية التي تضمن إشراك الجميع في التحضير للحوار ؟
تقديري أن الآلية الأولى، أن تقبل السلطة بالحوار، وأن تعلن رسميا دعوتها الأطراف إلى الحوار، حينها سوف تعبر كل الأطراف تجاوبها، لأن كل الأطراف تسعى إلى الحوار، ومن غير المفهوم، أن يكون الجميع يريد الحوار وأن يريد البعض أن يستأثر بالحوار دون البعض، هذا غير مفهوم.
السالك ولد سيدي محمود: هذا يفهم في سياقات أخرى، حين يكون الحوار مطلب البعض والبعض الآخر لايريده، لكن أ يكون الجميع يريد الحوار ومع ذلك فيه طرف يريد أن ينفرد بالحوار، والأغرب من ذلك أن يكون بعض الأطراف المعارضة أقرب هي إلى الموالاة منها إلى المعارضة.
صحراء ميديا: أخيرا.. كيف ترون الموقف المعارض خلال الفترة الأخيرة ؟
السالك ولد سيدي محمود: المعارضة على كل حال مواقفها فيها ما يقال، فيها ما يمكن أن يتفهم، في الشهور الأولى من النظام القائم، باعتبار أن النظام جديد وأن التهدئة حينها متفهمة، حتى تُفهم توجهاته، أما وقد مضى عليه قرابة عامين، كما تبين أننا بصدد نفس النظام تقريبا، وأن الأفراد الحاكمة وبعض المسؤولين عن التسيير، والذين لنا عليهم ملاحظات، هم نفسهم مازالوا يحكمون، وقد تبين أن لا إصلاح سياسي منشود ولا إصلاح اقتصادي يخفف من وطأة الحياة المعيشية للمواطنين، هنا في تقدير أن المعارضة مقصرة، في القيام بواجبها.
المواطن يعاني معاناة شديدة والحريات يعتدى عليها بشكل يومي، كرامة المواطن تهان، سواء على مستوى الطلاب، على مستوى المطالبين بنقل النفايات السامة عن قراهم، مايعرف بقضية تفريت، سواء تعلق الأمر بالمطالبين بحقوقهم، كما أن هناك تردي في القطاعات العامة كالتعليم والصحة.
وكون المعارضة ساكتة على هذا، فهي مقصرة جدا ولايعذرها موضوع كورونا، لأنه لايمكن أن نفهم كون الدولة تسمح بفتح المدارس وغيره، وهي تمنع المسيرات والتظاهرات، وبالتالي على المعارضة أن تعود إلى واجبها، في رفض الواقع الفاسد، وتنبيه السلطة على أخطائها، والقيام بملامسة هموم المواطنين، والالتقاء معهم على أرضية رفض الظلم وخاصة هذه الأيام التي يعيش فيها المواطن أوضاعا كارثية بسبب رفع الأسعار وغلاء المعيشة، وتفشي الفساد والمحسوبية.