تحولت العاصمة الموريتانية نواكشوط إلى ورشة عمل، قبل أيام فقط من انطلاق التصفيات النهائية لكأس أمم أفريقيا لمن هم دون العشرين؛ بناؤون عاكفون على تجهيز وصيانة الملاعب، وحركة لا تتوقف في الفنادق والشوارع استعدادًا لأول بطولة قارية تستضيفها موريتانيا.
ملعب شيخا ولد بيديه، الذي يقع في قلب نواكشوط والمعروف قديما باسم «ملعب العاصمة»، سيكون مسرحا لافتتاح العرس الكروي، وهو الذي تصل سعته إلى ثمانية آلاف متفرج.
الملعب سبق أن خضع لتحسينات كبيرة بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وجرى تدشينه عام 2019 بحضور رئيس الفيفا اجياني افانتينو، خلال واحدة من زياراته المتكررة لموريتانيا.
ويعمل عشرات العمال منذ عدة أيام على وضع اللمسات الأخيرة على الملعب الذي سيحتضن المباراة الافتتاحية، من تبليط الأرصفة القريبة من الملعب، وغرس وتجهيز بعض نباتات الزينة على جنبات الطريق المؤدي إلى داخل الملعب، لكسر جمود المشهد.
داخل الملعب كانت الشاحنات تفرغ حمولتها من لافتات ضخمة وأعمدة وكراسي، فيما يحفر بعض العمال الأرض، ولا أحد يقبل الحديث، ردهم بسيط: نحن مشغولون فالافتتاح قريب.. إنه يوم الأحد المقبل !
يقول الصحفي الرياضي صدام الدده، إن هذه البطولة تمثل حدثا هاما واستثنائيا لموريتانيا، فلأول مرة تنظم موريتانيا بطولة رياضية بهذا الحجم، كما أن لها انعاكسات إجابية على السياحة في البلد والاقتصاد بشكل عام.
يضيف صدام في حديث مع «صحراء ميديا»، إن هذه البطولة ستعطي دفعا قويا لموريتانيا عل المستوى الدولي والقاري، كما ستعزز من حظوظ أحمد ولد يحي في انتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، على حد تعبيره.
يتحدث صدام بكثير من الأمل والطموح حول إيجابيات البطولة على موريتانيا، إلا أنه لا يخفي قلقه من عدم حضور الجمهور لتشجيع فريق «المرابطون» للشباب، بسبب الإجراءات المتخذة للحد من انتشار جائحة فيروس «كورونا» المستجد.
يعلق الصحفي الرياضي في حديثه مع «صحراء ميديا» آمالاً كبيرة على أن تصدر السلطات قرارا بالسماح للجماهير بحضور المباريات، مع فرض التقيد بالتوصيات الصحية في منع العدوى.
من جهة أخرى يخشى بعض المهتمين بالشأن الرياضي من أن يؤثر حظر التجوال الليلي على استفادة أكبر عدد من الموريتانيين من عائدات البطولة، خاصة أصحاب المهن الحرة والمطاعم والمقاهي.
وكان عدد من هؤلاء المهتمين بالشأن الرياضي، ومن ضمنهم صحفيون ومدونون، قد طالبوا عبر الفيسبوك بإلغاء حظر التجوال الليلي أو على الأقل تقليص ساعاته.