قتل خمسة مدنيين وأصيب ثلاثة آخرون، أمس الخميس، في انفجار «قنبلة محلية الصنع» لدى مرور سيارتهم في منطقة «تبسة» شرقي الجزائر، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، التي أفادت في المقابل أن «إرهابياً» قتل على يد الجيش في منطقة أخرى.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان صحفي إنه «توفي اليوم خمسة مواطنين، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، إثر انفجار قنبلة تقليدية الصنع، وذلك عند مرور المركبة النفعية التي كان على متنها الضحايا بوادي خني الروم ببلدية ثليجان بولاية تبسة».
ولم تكشف الوزارة أي معلومات أخرى عن الهجوم، ولا الجهة التي يمكن أن تقف وراءه، فيما يعد الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف مدنيين في الجزائر منذ عدة أعوام.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، حتى ليل الخميس/الجمعة.
وأثار الهجوم العديد من ردود الفعل، إذ وصفه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأنه «عمل جبان وهمجي»، جاء ذلك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، نشرت على حساب تبون الموجود في ألمانيا لتلقي العلاج من مخلفات إصابته بفيروس «كورونا» المستجد.
عمل جبان وهمجي، ذلك الذي أودى بحياة خمسة من مواطنينا من منطقة ثليجان بولاية تبسة، عقب انفجار لغم تقليدي زرعته أيادي الغدر. نتضرع للمولى عز وجل ليرحمهم ويسكنهم فسيح جنّاته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، داعين للجرحى بالشفاء العاجل.
إنا لله و إنا إليه راجعون— عبدالمجيد تبون – Abdelmadjid Tebboune (@TebbouneAmadjid) January 14, 2021
من جانبه طلب رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة من المواطنين «توخي الحيطة والحذر وتفادي التنقل في المسالك المشبوهة، والتي يعرفها سكان المنطقة».
في غضون ذلك تحدثت وزارة الدفاع عن مواجهات خاضها الجيش الجزائري مع «إرهابيين» في منطقة مجاورة لوقوع الانفجار، دون إقامة صلة بين الحادثين.
وقالت الوزارة في بيانها إنه «إثر نصب كمين محكم بواد بودخان (…) بولاية خنشلة، تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي (…) من القضاء على إرهابي خطير، واسترجاع مسدس رشاش (…) وثلاثة مخازن مملوءة، وجهاز إرسال واستقبال محمول وهاتفين نقالين».
وأوضحت وزارة الدفاع أن العملية متواصلة في «خنشلة»، وذلك في ظل تصعيد عسكري يخوضه الجيش الجزائري منذ أسابيع ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في مناطق من شرق وشمال البلاد.
ومنذ بداية دجمبر الماضي، أعلن الجيش الجزائري أنه قتل «تسعة إرهابيين»، وتوقيف عدد لم تحدده في مناطق متفرقة من البلاد.
ورغم وضع ميثاق سلم ومصالحة عام 2005، كان يفترض أن يطوي صفحة «العشرية السوداء» (1992-2002) للحرب الأهلية التي أودت بنحو 200 ألف شخص، لا تزال تنشط مجموعات مسلحة خصوصا في شرق البلاد.
وأشار الجيش الجزائري في حصيلة عملياته لعام 2020 إلى «القضاء» على 21 «إرهابياً» والقبض على تسعة واستسلام سبعة آخرين، وأضاف في الحصيلة السنوية أنه أوقف 108 «عناصر دعم للجماعات الإرهابية»، كما ضبط 40 مسدسا رشاشا و25 مسدسا آليا و249 بندقية من أصناف مختلفة و391 قنبلة ولغما.
وارتفعت حصيلة العام الماضي بالمقارنة مع عام 2019، الذي أعلن الجيش في نهايته أنه قتل 15 «إرهابياً» وأوقف 25 آخرين.