أعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم الأربعاء، عن وفاة المفكر السياسي محمد يحظيه ولد ابريد الليل.
ويعد ولد ابريد الليل من أشهر القيادات في تاريخ الحركات السياسية في موريتانيا، وكان في مقام القائد التاريخي لحركة البعثيين في البلاد.
وتخرج ولد ابريد الليل من الجامعات الفرنسية، وربطته علاقات وثيقة ببعض القيادات التاريخية للبعث العربي في سوريا والعراق.
وخاض الراحل تجربة السجن عدة مرات في بداية مساره النضالي، وكان حاضراً في العديد من اللحظات السياسية المفصلية في تاريخ البلد.
وتولى ولد ابريد الليل العديد من المناصب الرسمية، من أشهرها وزارة الإعلام في بداية الحكم العسكري عقب انقلاب 1978، ثم أمينًا عاما لوزارة الخارجية في بداية حكم الرئيس محمد خونه ولد هيدالة، قبل أن يسجن عقب المحاولة الانقلابية 16 مارس 1982 مع قادة التيار البعثي.
خرج من السجن بموجب عفو رئاسي عقب انقلاب 1984 ووصول الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع إلى الحكم، وعمل مسؤولا في الأمانة الدائمة للجنة العسكرية، ولكنه سرعان ما اعتقل من جديد 1988 مع ناشطين في التيار البعثي، وأطلق سراحه عقب إعلان التعددية السياسية سنة 1991.
خلال فترة التعددية السياسية فضل ولد ابريد الليل، الانضمام رفقة قادة التيار البعثي، إلى «حزب الطليعة» ذي الميول البعثية، وتولى في التسعينات، خلال حكم ولد الطايع، الإدارة العامة لشركة الخطوط الجوية الموريتانية.
وخلال الألفية كان داعماً لانقلاب الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ويوصف بأنه كان أحد منظريه، قبل أن تتوتر العلاقة بين الرجلين، وفي آخر تصريح علني له، أعلن دعم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
واشتهر ولد ابريد الليل بكتاباته السياسية باللغة الفرنسية، والتي تترجم إلى العربية، وكانت تثير الكثير من التفاعل في الساحة السياسية الموريتانية.