قررت إدارة مهرجان أيام قرطاج السنمائية بتونس، في دورته 31 تكريم المخرج الموريتاني الراحل “محمد هندو”، إلى جانب مخرجين “عرفوا بتأثيرهم في المشهد السينمائي وفي صناعة السينما”.
وإلى جانب المخرج الموريتاني، سيكرم مهرجان قرطاج السينمائي المخرج السينغالي “جبريل ديوب مامبيتي”، والمخرجين التونسيين “سلمى بكار” و”عبد اللطيف بن عمار”.
ومحمد هندو هو مخرج سينمائي موريتانيا، واسمه حبيب ولد محمد مدون هندو، المعروف باسم “محمد هندو”، توفي شهر مارس من العام الماضي، عن عمر ناهز الثمانين عاما.
ويعتبر محمد ولد هندو، واحدا من رواد السينما الموريتانية والإفريقية في الخارج، عمل في مجال المسرح والإخراج السينمائي لسنوات طويلة، كما كتب عدة أفلام سينمائية.
اشتهر عالميا بفلمه “أيتها الشمس” عام 1969، وتطرق من خلاله لظروف العمال الأفارقة اليدويين في أوربا، وناقش فيه أيضا قضية الرق والعبودية، ضمن رؤية نقدية جذرية تجاه ممارسات الاستعمار الفرنسي، وهو الفيلم الذي حصد عددا من الجوائز العالمية بعد ظهوره سنة 1969، وتم اختياره في مهرجان كان السينمائي، قبل أن يتم منعه في عدد من الدول لأسباب تم تبريرها “رسميا” بالدبلوماسية.
حصدت أفلام ومسرحيات محمد هندو، عددا كبيرا من الجوائز الأفريقية والعالمية، كما ظلت مواضيع الاستعمار والاستعباد والاضطهاد حاضرة في كل أفلامه.
قدم المخرج الراحل مجموعة من الأفلام السينمائية أشهرها “كلّ مكان ولا مكان” (1973)، وفيلم “العرب والزنوج جيرانكم” الذي حاز به على جائزة التانيت الذهبي في “أيام قرطاج السينمائية” عام 1974، وتعرض لمصادرات عديدة تحت أعذار مختلتفة .
بالإضافة إلى أفلام “ملك الحبال” (1969) و”يكفينا من النوم حين نموت” (1976″) و”وطني” (1998)، وعدة أفلام أخري، وكان آخر أعماله فلم “فاطمة” (2004) .
عمل خلال السنوات الأخيرة من عمره مدبلجا باللغة الفرنسية لصوت النجم الأمريكي “أدي ميرفي”
وتنطلق الدورة المقبلة من أيام قرطاج التي تكرم المخرج الموريتاني يوم 18 من شهر ديسمبر الجاري في دورة “التحدي” كما وصفها المدير العام للمهرجان رضا الباهي، لتزامنها مع الأزمة الصحية العالمية لوباء كورونا.
واختار القائمون على المهرجان 34 فيلما طويلا وحوالي 66 فيلما قصيرا، تم عرضها في أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها سنة 1966 إلى 2019. وقال المدير العام للمهرجان رضا الباهي إن الأفلام المعروضة في الدورة الحالية هي فرصة سانحة للشباب ليتعر ف على الأفلام التي تم عرضها سابقا والتي لم يسبق له مشاهدتها، مضيفا أن الأفلام المعروضة هي جزء من ذاكرة المهرجان.