نعت شخصيات سياسية موريتانية الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، الذي رحل مساء الأحد الماضي، وأقيمت له جنازة رسمية بحضور الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وأعلن الحداد ثلاثة أيام عليه.
رجل الأعمال المصطفى ولد الإمام الشافعي قال في بيان بعث به إلى «صحراء ميديا» إنه عرف الراحل “في مراحل مختلفة من مسيرته الثرية بالعطاء و الكفاح، فكان صديقاً و أخاً كبيراً و حليفاً سياسيا، ربطتني و إياه وشائج و عُرى صداقة صادقة قبل أن يكون رئيساً، فدعمته و آزرته عند ترشحه، و وقفت بكل ما أوتيت من قوة ضد الانقلاب عليه”.
وأضاف ولد الإمام الشافعي أن رحيل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله خلف فراغاً كبيراً في الأخلاق السياسية و صدق النية و صفاء المقصد و الكفاءة المهنية و النزاهة في التسيير، و في التسامح و نقاء السريرة.
وأوضح أن “المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله أثراً كبيرا في نفوس الموريتانيين بأخلاقه و تسامحه و وطنيته و تغليبه المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، فاستحق بذلك احترامهم و إكبارهم”، معبرا عن تعازيه لموريتانيا ولأسرته .
السياسي والوزير السابق بيجل ولد هميد قال إن موريتانيا فقدت رجلاً عظيماً في شخص الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وأضاف “هو رجل متواضع، لكنه صارم عندما يتعلق الأمر بالشأن العام؛ رجل واسع المعرفة ذو ثقافة إدارية متعمقة، ارتقى في مراتب الإدارة الموريتانية من مدير إلى وزير، ثم وزير دولة، قبل أن ينتخب رئيساً للجمهورية”.
وأوضح أنه خدم معه مرتين: الأولى في عام 1975، عندما كان وزير الدولة للاقتصاد الوطني وهو رئيس المكتب المركزي للمحاسبة بوزارة الدولة للاقتصاد الوطني وقطاع التخطيط؛ أما الثانية، فعندما كان رئيسا للجمهورية وكان ولد هميد وزيرا أمينا عاما لرئاسة الجمهورية.
وقال ولد هميد “خلال الفترة التي كنا نلتقي فيها ونعمل معًا، اكتشفت، إضافة إلى صفاته كإداري واقتصادي لامع، أنه كان ديمقراطيا يؤمن بمزايا الديمقراطية ولديه موهبة كدبلوماسي محنك”.
من جهته قال الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية«تواصل» محمد جميل منصور إن الراحل “يبقى حسن الخلق، لين الجانب، يحب الخير للناس، كما أرانا أدخله الله فسيح جناته أن القائد لا يكون لغيره تبعا، ولذلك خسر السلطة ولكنه ربح الشرعية، حين يتذكره الموريتانيون، يتذكرون أصالة المنبت، وتميز التجربة، ونوعية الكفاءة، وانسيابية الانفتاح، ودماثة الخلق، وحب الوطن”.
وأضاف ولد منصور “تتذكرون معي تلك الكلمات المفعمة بالوطنية الصادقة والعاطفة الجياشة، والحكمة البينة، والعقلانية المحسوبة في قصر المؤتمرات، عندما كان يلقي خطاب التنازل عن رئاسة كان فيها من الزاهدين”.
الرئيس السابق لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدي محمد ولد محم قال في تدوينة له إنه تلقى بحزن وأسى كبيرين رحيل رئيس الجمهورية الأسبق المغفور له سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
وقدم ولد محم التعازي لأسرة الراحل وذويه والموريتانيين جميعا.
الوزيرة السابقة والسفيرة خديجه امبارك فال قالت في بيان لها إن “الرئيس سيدي محمد مثله في ذلك الخليفة الموقر محمد و الاب الكبير معروف وغيرهم من ابناء الاسرة الكريمة شقيقا رائعا و صديقا روحيا لوالدي رحمه الله و لكل اجدادي من قبل” .
ووصفت الراحل بأنه “رجل دولة بامتياز كما هو رجل دين و ثقافة و تواضع و لطف و تعلق بقيم الوحدة الوطنية و كرامة الانسان، انه لكل ذلك و غيره من الخصال الحميدة، وفق تعبيرها.
ففي الوقت الذي يواريه شعبنا الثري بألم عميق ، فانني اسال الله عز وجل ان يلهمنا جميعا الشجاعة و الصبر و الايمان في وداعنا له الي جنة الخلود باذن الله.
ويعتبر ولد الشيخ عبد الله أول رئيس مدني يحكم البلاد عن طريق انتخابات، لكنه سرعان ما أطيح به عن طريق انقلاب نفذه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في أغسطس 2008
واعتزل ولد الشيخ عبد الله السياسة منذ ذلك الوقت، ويعتبر آخر حضور إعلامي له قبل عام من الآن ، إذ حضر الفعاليات المخلدة لعيد الاستقلال العام الماضي في مدينة أكجوجت.
وشغل ولد الشيخ عبد الله ، عدّة حقائب وزارية على فترات متفاوتة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
أما حزب التناوب الديمقراطي (ايناد) قال في نعيه للرئيس الراحل إنهم يعتبرون ولد الشيخ عبد الله أول رئيس مدني منتخب بصورة شرعية للبلد، مؤكدا أنه عرف بحسن الأخلاق والشهامة والمواقف النبيلة.
وتابع الحزب في برقية تعزية: “وبهذه الفاجعة الأليمة فإننا في حزب التناوب الديمقراطي نتقدم بأحر التعازي واخلص المواساة إلي الشعب الموريتاني و أفراد أسرة المغفور له في هذا المصاب الجلل وفي الوقت الذي نشاطرهم فيه أحزانهم فإننا نرجو من المولي عز وجل أن يدخل الفقيد واسع رحمته وفسيح جنانه”.