لم يكن في خلد الطفلة «خديجة» البالغة من العمر 11 عاما، أن يتنازل لها أحد الوزراء عن كرسيه، لدقائق محدودة وسريعة، تقمصت فيها دور الوزيرة، والتقطت بعض الصور ضمن مبادرة نظمها مكتب «اليونسيف» في موريتانيا من أجل خلق «قادة الغد».
الحملة التي أطلقتها «اليونسيف» في سياق التحضير للاحتفال باليوم العالمي للطفل، مكنت «خديجة» من أن تتقمص دور وزير التشغيل والشباب والرياضة، الطالب ولد سيد أحمد، دور تناوبت عليه مع «جداها»، البالغة من العمر 14 عاما، ومحمد 12 عاما.
يقول منظمو المبادرة إنها تهدف إلى زرع الثقة في الأطفال، وتجهيزهم ليكونوا «قادة» في المستقبل، وذلك تمهيداً للاحتفال باليوم العالمي للطفل، الذي يصادف الـ20 من شهر نوفمبر الجاري.
أطفال آخرون تنازل لهم عدة وزراء عن مقاعدهم، كوزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا، التي استقبلت أطفالا تتراوح أعمارهم ما بين أربعة وستة أعوام.
يقول مكتب «اليونسيف» الذي أشرف على المبادرة إن الأطفال الذين شاركوا فيها «أخذوا أدوارهم على محمل الجد».
شملت المبادرة أيضاً وزارة التهذيب الوطني والتكوين والإصلاح، حيث تنازل الوزير محمد ماء العينين ولد أييه، عن مقعده لعدة دقائق أمام بعض الأطفال المتحمسين.
اختارت «اليونسيف» وزارات (الطفولة، التعليم، الشباب)، من أجل خوض التجربة، لارتباط هذه الوزارة بمسار الطفل الموريتاني.
بالتزامن مع الاستعدادات لتخليد اليوم العالمي للطفلن أقرت الحكومة الموريتانية في اجتماعها أمس الأربعاء، مشروع مرسوم يقضي بإعادة تنظيم مركز التكوين للطفولة الصغرى، وتحويله إلى مدرسة وطنية للعمل الاجتماعي.
في موريتانيا تمثل الفئة العمرية من صفر إلى ثماني سنوات، ما يقارب ثلث السكان الموريتانيين، فيما تعتبر نسبة 43 فى المائة من إجمالى سكان موريتانيا دون 15 عاماً.
ورغم أن البلاد سنت مجموعة من القوانين لحماية الطفل، ووضعت استيراتيجيات وبرامج للنهوض بالطفل، إلا أن تطبيق ذلك يواجه العديد من العراقيل.