مئات آلاف الماليين تجمعوا ليل الأربعاء/الخميس في المساجد وملاعب كرة القدم والساحات العمومية، احتفالاً بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، يمدحون المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويصلون من أجل أن يحل السلام على بلدهم الذي تنخره الحرب منذ قرابة عشر سنوات.
ارتفعت تلاوة القرآن الكريم والأمداح النبوية، من مكبرات الصوت في ملعب «26 مارس»، أكبر ملاعب العاصمة باماكو، فمنذ ساعات المساء تجمهر عشرات الآلاف احتفالاً بـ «المولد»، كما يسمونه في مالي، العيد الذي يحظى بمكانة كبيرة في نفوسهم.
اختار الماليون أن يحتفلوا بعيد «المولد» هذا العام تحت شعار «لنتوحد من أجل نهضة بلدنا»، فكانت أغلب خطب المشايخ والأئمة تصب في هذا المنحى، ودعوا المسلمين إلى الصلاة من أجل أن يحل السلام في مالي.
في ملعب (26 مارس) تقول سيدة مالية إن المولد بالنسبة لها «بركة وفرصة للصلاة والدعاء من أجل عائلتها، ومن أجل عودة السلام والأمن إلى مالي».
قال الشريف عثمان مدني حيدره، أمام المئات من أتباعه تجمهروا احتفالاً بذكرى المولد النبوي، إن «المولد فرصة لتخليد ذكرى الحبيب صلى الله عليه وسلم، وفرصة لتعميق فهمنا للإسلام وقيمه».
وأضاف حيدره: «إنه فرصة أيضاً للتواصل فيما بيننا كمسلمين، والصلاة من أجل هذا الوطن»، مركزاً في خطبته على قيم التسامح والتعاضد في الإسلام.
أما محمد موسى ديالو، عضو تجمع القادة الروحيين في مالي، فقد أكد في خطبة أمام المئات من أتباعه إن «المولد يعزز الوحدة بين المسلمين في مالي والعالم».
وفي ملعب «موديبو كيتا» في باماكو، ألقى الشيخ الصوفي بلال ديالو، خطبة أمام المئات من أتباعه، وقال: «جميعنا ننحدر من مالي، ويجب علينا أن نعمل معاً للمحافظة على هذا البلد».
وأضاف ديالو مخاطباً الماليين: «يجب علينا أيضاً العمل معاً لتحقيق التنمية والوحدة، وأن نتقبل تنوعنا»، مؤكداً أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق «النهضة».
واحتفل الماليون بعيد المولد النبوي الشريف في وقت يعاني بلدهم من أزمات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية متصاعدة.