خرجت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس الاثنين، أول مظاهرة شعبية غاضبة من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام، توجهت المظاهرة إلى مبنى السفارة الفرنسية، ولكن الشرطة منعتها من الوصول إليه.
تجددت المظاهرات مساء أمس في تفرغ زينه، وانطلقت بشكل عفوي من أمام قصر المؤتمرات، لتجوب بعض شوارع المقاطعة، دون أي صدامات أو مشاكل، وكان أغلب من يشارك فيها من النسوة.
قال أحد منظمي المظاهرة المتوجهة إلى السفارة الفرنسية لـ «صحراء ميديا» إن تنظيم المظاهرة هو «نصرة النبي عليه الصلاة والسلام، وردا على الإساءات الفرنسية إلى الجناب النبوي، وإصرار فرنسا على إعادة نشر رسوم الكاريكاتور المسيئة».
وأضاف: «نحن مستمرون في الاحتجاج ومقاطعة المنتجات الفرنسية حتى يتراجع الرئيس الفرنسي عن تصريحاته الأخيرة».
وذكر أحد المشاركين في المظاهرة أنه «حضر تنديدا بما فعلته فرنسا من إساءة تجاه الجناب النبوي»، وأشار إلى أن «الرسوم الكاريكاتورية نشرت برعاية رسمية من السلطات الفرنسية، على رأسها الرئيس إيمانويل ماكرون وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا».
وطلب المحتجون الغاضبون من الرئيس الفرنسي «الاعتذار والتراجع الفوري عن تصريحاته المسيئة والمستفزة»، على حد تعبيرهم في بعض الهتافات الغاضبة، مؤكدين أنهم مستمرون في مقاطعة المنتجات الفرنسية حتى تعتذر فرنسا.
ولاقت الدعوات المطالبة بمقاطعة المنتجات الفرنسية تفاعلا واسعاً في الشارع الموريتاني، حيث قاطع بعض الموريتانيين المنتجات المستوردة من فرنسا كنوع من الاحتجاج والمناصرة، على حد تعبيرهم.
وأغلب المنتجات الفرنسية الموجودة في السوق الموريتانية، هي من المواد الغذائية والأدوية والعطور والملابس.
أحد عمال مجمع (بيك ماركت) التجاري قال لـ «صحراء ميديا»، إن المجمع قاطع المنتجات الغذائية الفرنسية بمختلف أنواعها، وسحبها من رفوفه.
فيما عبرت إدارة المتجر عن غضبها من تصريحات الرئيس الفرنسي، بوضع صورته عند مدخل المتجر ليدوس عليها رواده.
أما محطات الوقود التابعة لشركة «توتال» الفرنسية المنتشرة في نواكشوط، فقد تضررت من حملة المقاطعة، ويقول محطة بتفرغ زينه لـ «صحراء ميديا» إن حملة المقاطعة قلصت عدد زوار المحطة، وأضاف: «حتى الزبائن الدائمون تناقص عددهم بشكل ملحوظ».
وأشار عامل آخر في المحطة إلى أن «الإقبال على جميع محطات الشركة تأثر جراء المقاطعة»، مضيفا أنهم «يخشون امتناع جميع الموريتانيين عن شراء الوقود من محطاتهم»، على حد قوله.
وتأتي دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية بعد إعادة جريدة (شارلي إيبدو) الساخرة نشر رسومات تسيء إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وإصرار الرئيس الفرنسي على أن ما يعتبره المسلمون إساءة لدينهم ليس سوى «حرية تعبير».
وأثارت الرسوم المسيئة ضجة واسعة في العالم الإسلامي، منذ بداية نشرها عام 2006 في الدانمرك، ثم إعادة نشرها عدة مرات من طرف (شارلي إيبدو) الفرنسية منذ 2015.