نشر موقع إلكتروني مجهول الهوية، فجر اليوم الجمعة، ما قال إنها نتائج امتحانات الباكالوريا لعام 2020، بدا أنها دقيقة وتم تداولها على نطاق واسع، فيما نفت الوزارة أن تكون لها أي علاقة بهذه النتائج.
الموقع الإلكتروني المسجل على نطاق «غابوني»، أقبل عليه الموريتانيون في غضون الساعات الأولى من فجر الجمعة، وتبادل العديد منهم التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أخبرهم الموقع بنجاحهم في الامتحان.
في غضون ذلك كان موقع الوزارة التابع لمديرية الامتحانات والمسابقات يظهر رسالة تتمنى النجاح والتوفيق للطلاب، دون أن ينشر أي نتائج.
اتصلت «صحراء ميديا» في الساعات الأولى من فجر اليوم، بمسؤول رفيع في الوزارة وسألته عن مدى صحة النتائج التي يتم تداولها، فرد قائلاً: «الوزارة لم تنشر أي نتائج».
وأضاف المصدر الذي فضّل حجب هويته: «النتائج المتداولة مزعومة ولا علاقة لها بالوزارة»، مشيراً إلى أن مصالح الوزارة تستعد لنشر النتائج في غضون ساعات.
من جانبه قال سعد بوه الشيخ محمد، المستشار الإعلامي في الوزارة، إن «ما يتم تداوله منذ مساء أمس على أنه نتائج الباكالوريا لا علاقة ولا علم للوزارة به، نعتبره ضمن أعمال التشويش».
وخلص المستشار في منشور على الفيسبوك صباح اليوم، إلى القول إن «النتائج قريباً إن شاء الله».
ورغم النفي الرسمي لهذه النتائج إلا أن شواهد كثيرة كانت تثبت دقتها، إذ تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قصصاً تثبت ذلك، من أبرزها ما كتبته الناشطة في المجتمع المدني حوراء احميده: «أختي دفعت ملفها وترشحت وغابت عن الامتحان نهائياً لظرف خاص، وفعلاً الموقع طلع فيه أنها غائبة».
كما تداولت قصة أخرى تفيد بأن إحدى الطالبات في مدرسة خاصة، طُردت أثناء الامتحان لأنها كانت تستخدم الهاتف للغش، فكتب الموقع أنها حصلت على صفر بسبب استخدام الجوال.
إن قصص دقة النتائج المنشورة على هذا الموقع الإلكتروني، تطرح العديد من الأسئلة، على غرار من يقف وراءه وكيف حصل على النتائج، رغم ما تحيطها به الوزارة من سرية مفترضة.
التحريات التي قامت بها «صحراء ميديا» كشفت أن من يقف وراء الموقع المذكور نشر يوم الاثنين السابع من سبتمبر الماضي، إعلاناً عبر موقع (فرصة) للإعلانات، يتعهد فيه بنشر نتائج الباكالوريا قبل تنظيمها بقرابة أسبوعين.
لقد كان القائم على الموقع يخطط لنشر نتائج الباكالوريا، قبل أن تُنظم، ونشر في إعلانه موقع (dec2baby . ml)، أصبح يحيل في النهاية إلى النطاق الحالي «الغابوني» الذي يحمل شعار مسلسل أطفال ياباني شهير.
إن تسجيل الموقع على نطاق غابوني لا يعني أنه موقع يتبع لجهة رسمية أو غير رسمية في الغابون.
إن نشر الموقع للنتائج يفتح الباب أمام العديد من الفرضيات، فهل حصل عليها عبر «تسريب» من داخل الوزارة، أم أنه «اخترق» خوادم الوزارة، أم أن جهة ما داخل الوزارة هي من يقف وراء نشر هذه النتائج وبهذه الطريقة.
إن الثقة الكبيرة التي تطبعُ تصرفات القائم على الموقع، ترجح فرضية التسريب من داخل الوزارة، ويقول المدافعون عن هذه الفرضية إن القائم على «الموقع الغابوني» قد تربطه صلة وثيقة بأحد موظفيها.
في المقابل يرجح آخرون فرضية «الاختراق»، خاصة في ظل الهشاشة الأمنية للمواقع الرسمية، إذ سبق أن اخترق شاب قبل سنوات قليلة، موقع مصلحة الامتحانات، وأجرى تعديلات على نتائج الباكالوريا مانحاً جميع الراسبين معدل 10.
يعتقد أصحاب هذه الفرضية أن المخترق كان يراقب موقع مصلحة الامتحانات، عبر ثغرة أمنية، وعندما بدأت فرق المصلحة رفع النتائج على السيرفر قام بتحميلها، ليرفعها على موقعه الخاص.
وتشير معلومات «صحراء ميديا» إلى أن تحقيقاً سيفتح في الموضوع، من أجل الوصول إلى المسؤول عن نشر النتائج، خاصة وأن هنالك قانوناً للجريمة السبرانية.
الحادثة فتحت نقاشاً حول الأمان في المواقع الإلكترونية التابعة للمؤسسات الرسمية في موريتانيا، التي كثيراً ما تتعرض للاختراق، وسبق أن وصل الأمر إلى تحذير المتصفحات من دخولها في كثير من الأحيان.