اختتمت في مدينة طوبى، وسط السنغال، مساء اليوم الأربعاء، فعاليات الاحتفال بذكرى «ماغال طوبى»، وبدأ مئات آلاف الأتباع مغادرة المدينة الروحية، في ظل إجراءات صحية مشددة لمنع تفشي جائحة «كورونا».
واختتمت فعاليات «ماغال طوبى» بحفل ألقيت فيه كلمة الخليفة العام للمريدية، سيرين منتقى امباكي، من طرف المتحدث باسمه سيرين باصيرو امباكي عبد القادر، المتحدث باسم الخليفة، بحضور وزير الداخلية السنغالي علي نغوي انجاي.
الحفل الذي حضره جمع غفير من الأتباع القادمين من مختلف مناطق السنغال، شاركت فيه العائلات الصوفية في السنغال، وممثلون عن الأحزاب السياسية والهيئات الفاعلة في المجتمع المدني، ووجه الإعلام والثقافة في البلاد، بالإضافة إلى بعض ممثلي البعثات الدبلوماسية.
وفرض القائمون على الحفل، من لجان تنظيمية وفرق ميدانية، إجراءات صارمة لمنع تفشي جائحة كورونا، فيما حرص القادمون على المدينة الروحية الالتزام بهذه الإجراءات، تماشياً مع التعليمات الصادرة عن الخليفة العام للمريدية.
واستهل الحفل بكلمة الخليفة العام للمريدية، الذي وجه التحية عبر المتحدث باسمه، إلى أتباع المريدية الذين حضروا إلى مدينة طوبى لتخليد ذكرى «ماغال» هذا العام، وما أظهروه من التزام وتقيد بالتعليمات الخاصة بالوقاية من جائحة كورونا.
وقال المتحدث باسم الخليفة العام: «إن سيرين منتقى امباكي، الخليفة العام للمريدية، يشيد بإصرار وحماس الأتباع الذين استجابوا لدعوته رغم الأوضاع الصحية التي يشهدها البلد».
وأضاف أن «حماس المريدين كان يدفعهم نحو اقتحام كل الأخطار (…) إن ما حدث يذكر بأخلاق رجال الله، من أمثال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، على حد تعبيره.
وأضاف المتحدث باسم الخليفة أن ما أقدم عليه المريدون كان تعبيراً عن «تجديد ولائهم والتزامهم بتخليد الإرث» الذي تركه سيرين طوبى، الشيخ أحمدو بمب، مؤسس المريدية.
وقال موجهاً الخطاب إلى المريدين: «إن مدينة طوبى تحت الحماية الإلهية، لذا يجب علينا أن نبقى متفائلين»، في إشارة إلى جائحة «كورونا» وما تثيره من خوف في السنغال والعالم.
من جانبه أشاد وزير الداخلية السنغالي علي نغوي انجاي بـ «الدور المهم» الذي قام به الخليفة العام للمريدية في محاربة جائحة «كورونا»، وقال: «إذا كانت السنغال تعد اليوم كنموذج لمواجهة الجائحة فإن ذلك يعود الفضل فيه إلى الدور المهم الذي قام به الخليفة العام على كل الأصعدة».
وأكد الوزير السنغالي أن الخليفة العام للمريدية كان أول من انخرط في مواجهة جائحة كورونا، كما دعم ميزانية الدولة السنغالي بمبلغ كبير وصل إلى مائتي مليون فرنك غرب أفريقي، كما طلب من جميع مريديه أن يساهموا في دعم الدولة السنغالية مادياً ومعنوياً.
وأضاف الوزير موجها الكلام إلى الخليفة: «الأهم، هو أنكم كنتم أول من أظهر احترام إجراءات الوقاية، هذه الإجراءات التي نشاهدها اليوم هنا في طوبى، من خلال ارتداء الكمامات خلال جميع الأنشطة التي ظهرتم فيها».