احتج ناشطون في مجال الدفاع عن البيئة وهيئات في المجتمع المدني، صباح اليوم الاثنين، أمام مباني الولاية بمدينة ازويرات، لرفض ترخيص السلطات لأكثر من عشرين شركة تعالج الحجارة المشبعة بالذهب بمواد كيماوية «سامة».
وطالب المحتجون بضرورة منع استخدام مواد مثل «السيانيد» في عزل الذهب من الحجارة المستخرجة تقليدياً من مقالع خاصة، معتبرين أن الأضرار البيئية التي ستترتب على ذلك تهدد الإنسان والحيوان والنبات في منطقة تيرس الزمور.
وقال المحتجون إن السلطات الموريتانية رخصت لأكثر من عشرين شركة تستخدم مادة «السيانيد» في معالجة الحجارة المشبعة بالذهب، من ضمنها ست شركات في ولاية تيرس الزمور.
وقال مراسل «صحراء ميديا» في ازويرات، إنه بعد الوقفة الاحتجاجية أمام مباني الولاية، صباح اليوم الاثنين، استقبل والي تيرس الزمور إسلمُ ولد سيدي، ممثلين عن المحتجين، في مقدمتهم اتحادية المنمين والمزارعين في الولاية، وبعض المنظمات المدافعة عن البيئة، وممثلين عن المنتخبين المحليين.
وأبلغ المحتجون الوالي رفضهم الترخيص لهذه المصانع لما تمثله من خطر على البيئة والبشر، داعين إلى التراجع عن ذلك.
ولكن الوالي أكد لهم أن منح الترخيص أو سحبه ليس من اختصاص الولاية، وإنما يرجع إلى الجهات المختصة في ذلك بوزارة النفط والطاقة والمعادن.
وأضاف الوالي أن ما يدخل في صلاحياته واختصاصه هو العمل على التقليل من الآثار المترتبة على هذه المصانع، وذلك من خلال اختيار مكان مناسب لعملها بالتشاور مع السلطات المعنية والفاعلين المحليين.
وأكد المراسل أن الوالي اتفق مع المحتجين في نهاية الاجتماع على أن يتجه يوم غد الثلاثاء، رفقة ممثلين عنهم، وبحضور وفد من وزارتي البيئة والمعادن، إلى خارج مدينة ازويرات (مسافة من ستين إلى مائة كيلومتر) من أجل اختيار مكان مناسب لهذه المصانع.
وأكد لهم أنه سيستمع لجميع الآراء بهذا الخصوص، حتى يتأكد من وصول الجميع إلى صيغة مناسبة تضمن أمن المواطن وسلامة البيئة.
ويثور جدل كبير في موريتانيا حول معايير السلامة في عمليات التنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية، خاصة في الشق المتعلق بالمعالجة الكيميائية التي تتم نسبة كبيرة منها في مدينة الشامي، إذ يقول مدافعون عن البيئة إن ما يحدث فيها «كارثة».
ووصل هذا الجدل ذروته حين غرد رئيس البرلمان الموريتاني الشيخ ولد بايه حول الموضوع، مستغرباً الترخيص لهذه المصانع، وقال: «ألا يكفي العطش والجفاف وتلوث عاصمة الولاية وضواحيها ؟».
وأضاف ولد بايه، الذي دخل البرلمان نائباً عن ازويرات: «تيرس زمور في غنى تام عن تلويث ما تبقى من أراضيها بمواد التعدين السامة، مراعي تيرس الجميلة تستحق العناية بها والحفاظ عليها مراعاة للمصلحة العامة».
من جهة أخرى استنكر اتحادية حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الترخيص لهذه المصانع، ودعت إلى «التراجع فورا عن هذا الترخيص».
ويلجأ الكثير من معالجي الذهب إلى الزئبق لعزل الذهب عن الحجارة المشبعة به، وهي مادة سامة وخطيرة على الإنسان والبيئة.
وفي مرحلة ثانية من المعالجة تستخدم مادة «السيانيد» لعزل شذرات الذهب التي تبقى بعد الزئبق، ولكن «السيانيد» أكثر خطورة على الإنسان والبيئة، ويتطلب استخدامه مستويات عالية من الأمان وخبرة في ذلك.