لقد قرأت باهتمام كبير الدرس السياسي الناضج والنصيحة الصادقة لأخينا السفير والوزير السابق محمد فال ولد بلال ووجدت فيها مادة علمية رفيعة المستوي. لكن أتساءل لماذا جاءت هذه النصيحة متأخرة؟
إذا كانت من باب النصح والغيرة علي الوطن –الحبيب- فلماذا لم تأتي في حقبة الفساد المستسري في عروق الشعب الفساد الذي أتي علي الأخضر واليابس, أيام كان زميلنا وزير خارجية نظام ولد الطايع؟ أو زمن سيد ولد الشيخ عبد الله, أو بداية زمن محمد ولد عبد العزيز حيث كان الناصح سفيرا في قطر ثم اليمن.
أم أن اللقمة سقطت من الفم فوجب التباكي علي مصير الشعب المسكين.
فو الله إني أعجب كل العجب من جينات هذا الشعب .
من ألتف حول ولد ألطابع ونظر له, وحشد الجماهير في فصول السنة كلها, كي تهتف بحياة القائد الفذ ألهمام إلا تياركم السياسي وزملائكم؟
أم إنها نصيحة المرحوم محمد ولد سيد ابراهيم لصديقه المرحوم همام عندما أوصاه بترك دور السينما والرجوع إلي الله.
فما كان من همام إلا أن رد: (لباس أعلي ينصوح* لصحابك فالصحبة ممدوح-مخلاك أل شاعر مفتوح* فزوان وزين النظام-غير ألا لحكك عت أتلوح*بعد العين أعل حسبت لعوام), أعني أعوامكم مع ولد الطابع.
فالطبقة السياسية الموريتانية لم تتغير أساليب ممارستها للسياسة منذ كان المستعمر علي هذه ألأرض فبنفس الطريقة التوددية, الإسترزاقية, والطمعية, مارسها جيلكم المثقف, كما مارسها أبائكم الأميون.
فلعل المسألة جينات وتلك هي الطامة الكبري, فالجينات لا يمكن تجديدها.
ومن أشد الألم علي الأنفس أن تياركم السياسي هو من أفسد نجاح المعارضة في أول انتخابات سياسية تعددية حيث شكلتم الطابور الخامس لصالح ولد الطايع, وأديتم المهمة علي أكمل وجه وجنيتم ثمار ذالك.
فمن غير اللباقة والنزاهة الفكرية, أن تتباكوا فقط عندما تكونوا خارج دائرة الحاكم
فأي منطق هذا؟
1
فلو أنكم تؤمنون حقا بالتجديد لتواريتم عن الأنظار وحمدتم الله علي ما فات بدون أذي.
لكن السياسة عندكم ليست منهجا بل دراعة تصلح لكل المقاييس.
من قال بمحاكمة ولد الطايع إذا هو لم يترشح لانتخابات لاشك أنكم تعرفونه كما تعرفون أصابعكم.
أين كانت عقولكم النيرة اليوم؟ أين كانت تجركم السياسة الواسعة؟
أم أنكم كالدياسم كنتم في سبات شتوي حتي تهضموا الدهون المكدسة تحت حكم ولد الطايع.
لكن الفقمات هاجرت والحوت الأحدب محمي.