بدر الدين: بشائر الربيع العربي والشتاء الإفريقي وصلت إلى موريتانيا
طالب با ممادو الحسن، الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة الديمقراطية، باستقالة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لأنه “لم يعد شرعياً ولم يكن كذلك في السابق لأنه كان منتخباً في انتخابات مزورة”.
وقال الرئيس الدوري للمنسقية خلال مؤتمر صحفي زوال اليوم الأربعاء إن مسيرة المعارضة يوم 12 مارس كانت بمثابة “استفتاء شعبي” قال فيه الشعب الموريتاني كلمته وطالب “برحيل محمد ولد عبد العزيز”، حسب تعبيره.
وقال إن “على الأغلبية أن تعرف أن عزيز لا يتمتع بأي شرعية وتجب عليه الاستقالة”، مضيفاً بأنه “لن يفعل ذلك لأنه محب للسلطة”، مشيراً إلى “أن عليه أن يعرف أنه سيواجهنا وأنه سيتعرض لكافة المخاطر وسيعرض لها البلد”.
واعتبر با ممادو ألاسان أن المسيرة التي نظمتها المعارضة يوم الاثنين الماضي “حدث استثنائي في التاريخ السياسي الموريتاني”، واستعرض نماذج من عناوين الصحافة الموريتانية التي تحدثت عن الحجم الكبير للمسيرة.
وقال إن “الناس أتت إلى المسيرة في وقت بذلت السلطات كل جهد لمنعهم من ذلك من خلال توزيع المواد الغذائية”، مشيراً إلى أنهم “استخلصوا عددا من الدروس من المسيرة أولها أن الشعب الموريتاني من خلال هذه المسيرة صوت بشكل حر على مغادرة ولد عبد العزيز للسلطة”، حسب تعبيره.
وأضاف بأن ولد عبد العزيز عليه أن “يستخلص الدروس مما حدث في بعض الدول العربية”، مؤكدا أن تصريحات ولد عبد العزيز في نواذيبو “تدل على تمسكه بالسلطة” وأن الشعب الموريتاني “محق في مطالبته بمغادرته”، حسب وصفه.
واعتبر ألاسان أن تصريحات ولد عبد العزيز كانت “مذلة ومهينة من طرف رئيس جمهورية وخاصة جمهورية إسلامية لأنها مبنية على كذب كبير وهي مسيئة للإسلام”، معتبراً أن “رئيساً لا يستطيع التحكم في أعصابه ويتكلم ووجهه أحمر من الغضب لا يمكنه قيادة موريتانيا”.
وأشار في حديثه خلال المؤتمر الصحفي إلى أن ولد عبد العزيز “ليس لديه المستوى الثقافي” ليكون قادرا على نقد معارضيه ولذا “يلجأ إلى الكذب”، ومنه فإن “المنسقية تقول لعزيز إذا كنت غاضبا من طلب الشعب بمغادرتك فأنت أثبت من خلال حديثك في نواذيبو أن مغادرتك أصبحت ملحة”، يقول الرئيس الدوري للمنسقية.
وعلق ألاسان على حديث ولد عبد العزيز عن قادة المعارضة ووصفه لهم بأنهم “مفسدين وعجزة”، قال إن “المنسقية ليس لديها الوقت للرد عليه في بعض النقاط الغير أخلاقية”، مؤكداً أن طبناء الدول يحتاج تكاثف الجهود بين حماس وقوة الشباب وخبرة وعلم العجزة”، حسب تعبيره.
واتهم با ممادو ألاسان الرئيس الموريتاني بأنه “متورط في استغلال إمكانيات الدولة لمصلحته الشخصية ولصالح محيطه القبلي”، مؤكداً أن ولد عبد العزيز “سعى إلى زيادة ثروته على حساب الدولة”، مطالبا إياه بالتصريح بممتلكاته.
النائب البرلماني المعارض والقيادي في حزب اتحاد قوى التقدم محمد المصطفى ولد بدر الدين قال إن ما حدث منذ 12 مارس هو “دليل على أن بشائر الربيع العربي والشتاء الإفريقي وصلت إلى موريتانيا”، مشيراً إلى أن “هذا لم يفهمه عزيز”.
وأضاف ولد بدر الدين أن “ولد عبد العزيز لم يستجب لهدير الجماهير في نواذيبو خلال خطابه مطالبة برفع الظلم عنها، كما لم يستجب لهديرها بنواكشوط قبل ذلك”، مؤكداً أن “عزيز أخطأ هدفه كالعادة وأراد أن يحول الصراع بينه وبين المعارضة بينما الصراع الآن بينه والشعب”، حسب تعبيره.
وقال بدر الدين “نحن الآن في بداية ثورة سلمية لا مرد لها وعلى عزيز أن يحسب لها حسابها”، مضيفاً بأنهم “لا يريدون انزلاق البلاد في حرب أهلية وإذا –لا قدر الله- حدث ذلك فإن المعارضة لن تكون هي المسؤولة”، مشيراً إلى أن مسيرة المعارضة يوم الاثنين الماضي كانت سلمية بشكل نموذجي، حسب وصفه.
رئيس حزب اللقاء الديمقراطي محفوظ ولد بتاح قال إن “مسيرة يوم الاثنين الماضي ستكون فاصلة بين المرحلة الماضية والمرحلة القادمة”، مؤكداً أن نشاطات أخرى ستنظمها المنسقية بهدف “إنهاء النظام المستبد الذي يجثم على صدور الموريتانيين منذ عدة عقود”، حسب وصفه.
وقال ولد بتاح إن “ولد عبد العزيز لم يفهم الأمور فهما صحيحا”، مضيفاً بأنه “تطرق إلى أمور بصيغ يستنكرها الجميع ولكنها ليست الأمور الجهوية”، حسب وصفه.
واعتبر أن “الرهان الكبير لدى الشعب الآن هو رهان الديمقراطية وإنهاء الاستبداد ويجب على عزيز أن يعرف أن القضية ليست قضية سياسات جزئية”، مؤكداً أن “الشعب يريد مرحلة تنهي الاستبداد وتضمن الديمقراطية والمساواة بين المواطنين وتخضع الجيش للحكومة المدنية المنتخبة، وهذا ما طالبت به المسيرة التي نظمت المعارضة يوم 12 مارس”.
جميل ولد منصور، رئيس حزب تواصل الإسلامي المعارض، قال إن “ولد عبد العزيز يؤكد أنه من مجموعة الرؤساء الذين يفهمون بشكل متأخر ولا يتعاطون مع القضايا في وقتها”، حسب وصفه.
وفي رده على دعوة الرئيس الموريتاني يوم أمس للحوار، قال ولد منصور إن “المنسقية نظمت عدة أنشطة في الماضي وتحدثت فيها عن موضوع الحوار أكثر من مرة، أما خلال المسيرة الماضية فكان الشعار هو الرحيل وليس الحوار، وبالتالي فالشعب ألزمنا بخياره الذي حدده برحيل عزيز”، على حد تعبيره.
وعن تماسك المنسقية قال ولد منصور إن “المنسقية تأخذ قوتها من نبل الهدف الذي تسعى إليه” مؤكدا أنه هو “الضامن لتماسكها في المستقبل”.
وقال ولد منصور إنه يريد أن يخاطب القوات المسلحة الموريتانية ويقول لهم إن “عزيز أرسل لهم رسالة واضحة جداً عندما تحدث بتلك الطريقة الكاريكاتورية عن المفاوضات حيث أشار إلى أن مستقبل الجنود غير مصان”.