وعد سكان روصو بالعودة إليهم في زيارة “لحل المشاكل المطروحة” في شهر يونيو المقبل
عبر محمد ولد عبد العزيز؛ الرئيس الموريتاني، عن تصميمه على تجاوز ما وصفها بتراكمات الإرث الإنساني “التي خلفتها الحقب السابقة”، في إشارة إلى الأحداث العرقية التي شهدتها البلاد خلال سنوات 89، 90، و91 من القرن الماضي.
وأكد ولد عبد العزيز؛ في مهرجان جماهيري اليوم في مدينة روصو، أن التجربة الموريتانية في مجال اللحمة الوطنية “تعتبر مثلا يحتذى به إقليميا ودوليا”؛ بحسب تعبيره.
وأضاف، خلال حديثه في حفل أقيم بمناسبة عودة آخر فوج من اللاجئين الموريتانيين في السنغال، أن الحدث “يمثل نهاية سعيدة لأزمة كادت تعصف باللحمة الوطنية”.
ووعد ولد عبد العزيز سكان مدينة روصو بالعودة إليهم في زيارة خاصة في شهر يونيو من العام الجاري، متعهدا بحل كافة المشاكل التي يعانونها.
وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز؛ أن الـ 25 مارس؛ يعتبر “يوما بارزا في تاريخ موريتانيا الحديثة، باعتباره اليوم الذي طويت فيه صفحة ملف الإرث الإنساني الذي “شكل تهديدا حقيقيا للوحدة الوطنية للبلاد”.
وأشار ولد عبد العزيز إلى أن إغلاق هذا الملف “تم بالاعتراف بمسؤولية الدولة عما حدث، وتم التعويض للضحايا وفق تعاليم ديننا الحنيف وصلاة الغائب بكيهيدي 25 مارس 2009″؛ وفق تعبيره.
وخلص الرئيس الموريتاني إلى أن كافة مراحل ملف الإرث الإنساني تمت طبقا لاتفاقية جنيف عام 1951 ؛ وقد تم إغلاق هذا الملف بعد عودة ” 24152 مواطنا؛ ينتظمون في 5665 أسرة؛ يتوزعون على 120 موقعا في خمس ولايات”؛ مضيفا أن السلطات الإدارية سعت إلى تسهيل حصولهم على أرواقهم المدنية حال وصولهم ارض الوطن؛ في عملية تشرف عليها الوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين التي أنشأت خصيصا لهذا الغرض.
سي أبوبكر؛ ممثل الحكومة السنغالية؛ قال إنه اليوم في روصو من أجل “إنهاء عملية إعادة اللاجئين الموريتانيين بالسنغال”؛ والتي بدأت منذ توقيع اتفاقية ما بين موريتانيا والسنغال والمفوضية السامية للاجئين 12 نوفمبر 2007.
وأضاف ممثل الحكومة السنغالية؛ أنه تم بفضل الإرادة السياسية للحكومتين والجهود التي بذلتها العائلات؛ تنظيم عودة اللاجئين الموريتانيين؛ وقد تواصلت الجهود يدا بيد حتى انتهت معاناة اللاجئين، وإغلاق الملف نهائيا اليوم”؛ يقول سي بوبكر.
المفوض السامي لشؤون اللاجئين؛ شكر الحكومتين السنغالية والموريتانية، شاكرا السنغاليين على فتحهم الباب أمام إخوتهم الموريتانيين وما “أحاطوهم به من رعاية خلال إقامتهم على الأراضي السنغالية”.
وأكد المفوض السامي؛ أن اللاجئين الموريتانيين “عادوا إلى وطنهم بكل كرامة وحرية”؛ معتبرا اليوم عيدا لأن مشكلة اللاجئين تم حلها”؛ ومقدما شكره للحكومة الموريتانية على “فتحها للحدود أمام اللاجئين الماليين”، مضيفا أنه على من “يغلقون حدودهم أمام اللاجئين في العالم أن يتعلموا من الحكومة الموريتانية”؛ بحسب قوله.