المدون السنغالي كان حاضرا ليرصد تصويت واد في الشوطين
خاص ــ صحراء ميديا
على مرتين يأبى السنغاليون أن يمر تصويت عبد الله واد بهدوء؛ فخلال الشوط الأول كان محاصرا بالمعارضين وصيحاتهم، أما في الشوط الثاني فكان الأنصار يحملونه على أعناقهم وسط أناشيد النصر.
وفي خضم كل ذلك كان المدون السنغالي حاضراً ليسجل ويرصد الحدثين وينشرهما بشكل آني على الشبكة العنكبوتية حيث تلقفهما بقية المستخدمين في تغطية كانت الأسرع والأكثر فعالية وتأثيراً خلال شوطي الانتخابات الرئاسية السنغالية.
الشوط الأول: صيحات المعارضين تربك “واد”..!
خلال اقتراع الأحد 26 فبراير في الشوط الأول استقبل عدد من الشبان الغاضبين الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد عند مكتب التصويت، وقاموا بإطلاق صيحات استهجان أدت إلى ارتباكه بشكل واضح.
الحادثة رصدها مدونون سنغاليون كانوا متواجدين في المكان حيث نشروا مقطع فيديو للحادثة يوضح مدى الارتباك الذي بدا على الرئيس عبد الله واد حين استقبله الجمهور بالصراخ أمام مكتب التصويت.
الشيخ فال، وهو أحد المدونين، كان موجودا داخل مكتب التصويت حيث أدلى الرئيس المنتهية ولايته بصوته، استطاع أن يلتقط صورة لحادثة الارتباك حين نسي واد بطاقة هويته لدى المشرفين على التصويت وهم بالمغادرة من دونها.
ويقول الشيخ فال عبر حسابه على تويتر إنه “من الطبيعي أن تربك صيحات الجمهور عبد الله واد الذي تعود على الكلام المعسول والرقيق، ولم يعتد على أن يسمع الانتقاد”، قبل أن يضيف “عندما سمع واد صيحات الناس، كان يكتشف لأول مرة أن المحيطين به كذبوا عليه”.
وأضاف فال “لقد رأيت واد في مكتب الاقتراع. كان يبدو تائها. أظن أنه لم يكن ينتظر استقبالا من هذا النوع. رأيت الارتباك في عينيه إلى درجة أنه نسي أوراقه”، مضيفا أن أمراً آخر لفت انتباهه هو أن “واد لم يخاطب الجماهير عند انتهائه من التصويت وهو دليل على استيائه من الوضع”، وفق تعبيره.
الشوط الثاني: “واد” على أعناق مناصريه..!
على الرغم من أن المكتب الذي صوت فيه “واد” اليوم الأحد هو نفسه الذي صوت فيه خلال الشوط الأول،والذي يوجد في ذلك الحي الشعبي الهادئ (Point E) بالعاصمة دكار، وعلى الرغم من أن عبد الله واد كان في الشوط الأول يواجه 13 عشر مرشحا وما يزال كذلك في الشوط الثاني، على الرغم من كل ذلك إلا أن الصورة كانت مغايرة تماماً لما شهده الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية.
فقد تبدلت صيحات المعارضين بأناشيد المناصرين، وحل محل غضب الشبان واستهجانهم فرح الأنصار وحماسهم؛ كما أن الارتباك الذي عاشه عبد الله واد في الشوط الأول تبدل زهواً وانتعاشاً ترجمتهما حركات تأييد للجمهور تعبر عن الثقة بالفوز.
هذا ما رصدته كاميرات المدونين السنغاليين الذين كما رصدوا “حادثة ارتباك” اقتراع الشوط الأول كانوا حاضرين لرصد “حفلة نصر” اقتراع الشوط الثاني، فانتشر فيديو تصويت عبد الله واد بعد دقائق من حدوثه، لينقل صورة أخرى لا تمت بصلة لسابقته في 26 فبراير الماضي.
لقد تواجد المدونون في الصباح الباكر عند مكتب التصويت، حيث رصدوا عددا من أتباع الشيخ باتيو تيون المناصرين لعبد الله واد قد تجمهروا أمام المكتب في انتظار مرشحهم وهم يرددون الأدعية والأناشيد المؤيدة له.
ومع تزايد أعداد هؤلاء الأتباع تسببوا في مضايقة الناخبين وإغلاق مكتب التصويت مما جعل الشرطة تتدخل مستخدمة الغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم وإرجاعهم إلى الوراء حيث ظلوا ينتظرون خروج عبد الله واد الذي حملوه على أعناقهم وهو يلوح بيده ويعدهم بالنصر.
المدون الذي رفع فيديو خروج واد واستقباله الاحتفالي من طرف الأنصار، ختم تعليقه على الفيديو بقوله “لقد نجحت المسرحية”.