ولد حنن: أعداد الموريتانيين في باماكو تتراوح ما بين 10 إلى 12 ألف وقد تصل إلى 50 ألف إذا أخذنا في الاعتبار الموريتانيين المتوطنين
باماكو ـــ صحراء ميديا
قال السفير الموريتاني في مالي سيدي محمد ولد حنن إن “الأوضاع في باماكو بدأت تعود إلى طبيعتها بعد عودة الشرعية إلى البلاد”، مضيفاً أنهم في السابق كانوا “يطرحون بقوة خيار إجلاء الرعايا الموريتانيين”، ولكنهم الآن ألغوه فيما يدعون الجالية إلى “الحذر والاستعداد لأي طارئ”.
وأضاف السفير في تصريح لصحراء ميديا أن “على التجار الموريتانيين في باماكو الذين لديهم أموال أو بضائع منقولة أن يوقفوها إلى أن تستتب الأمور بشكل كامل”، وقال “نحن لا نطلب من التجار الرحيل ولكن على الأقل النساء والأطفال وأن يوقفوا نقل الأموال الموجودة في الخارج”، وفق تعبيره.
وعن الأحداث التي تعرض لها الموريتانيون مطلع شهر فبراير الماضي، قال السفير إن “غياب الدولة الذي مرت به العاصمة باماكو وجد من يستغله من اللصوص والطامعين في نهب المحلات الموريتانية وغيرها”، مشيراً في نفس السياق إلى حالات نهب تعرضت لها بعض المباني الحكومية.
وحذر السفير مما وصفه بـ”الشائعات” التي قال إنها قد تتسبب في “الشحن العاطفي”، مؤكداً أن “الشعب المالي طيب ومتسامح ويرتبط بعلاقات أخوية مع الشعب الموريتاني”، كما أشار إلى أن الولايات الموريتانية الشرقية تعتمد بشكل كبير على الحركة التجارية بين مالي وموريتانيا خاصة وأن ميناء نواكشوط يعتبر منفذاً بحرياً للبضائع المتوجهة إلى مالي التي لا تملك أي منفذ بحري، وفق تعبيره.
هذا إضافة إلى -يقول السفير- المنمين الموريتانيين الذين يتوجهون إلى الأراضي المالية بحثاً عن الماء والمرعى، حيث أشار إلى أن ما يقارب 50% من الثروة الحيوانية الموريتانية موجودة الآن على الأراضي المالية، حسب تعبيره.
أما عن تقدير عدد الموريتانيين الموجودين في مالي فيقول السفير ولد حنن إن “الجالية في مالي واحدة من أكبر الجاليات الموريتانية”، مشيراً إلى غياب أي إحصاء رسمي لها حيث تنتشر في كافة المدن المالية.
وأضاف أن “أغلبية الجالية موجودة في باماكو حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد الموريتانيين في العاصمة باماكو يتراوح ما بين 10 إلى 12 ألف نسمة، ويزداد ليصل إلى 50 ألف إذا أضيف عليه الموريتانيين الذين توطنوا بشكل رسمي في المدينة”، كما أشار إلى وجود حوالي 40 طالباً موريتانيا يدرسون في جامعة باماكو من بينهم أربعة عسكريين.
هذا وتتولى السفارة الموريتانية في باماكو المهام الدبلوماسية في كل من مالي والنيجر والتوغو وبنين، بينما لا توجد أي قنصلية في باماكو حيث يتولى أحد المستشارين في السفارة المهام القنصلية.
وقال السفير “إننا نعمل بشكل آني على توفير الأوراق المتعلقة بتسوية وضعية الموريتانيين المقيمين في مالي، وذلك لأننا ندرك مدى أهمية هذه الجالية التي تشارك بحيوية في دعم الاقتصاد الوطني، كما نتدخل في كثير من الأوقات لدى السلطات المحلية لتسوية المشاكل التي عادة ما تعترض بعض المنمين الذين يلجأون بماشيتهم إلى الأراضي المالية”.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الأوضاع السياسية في باماكو شهدت انفراجاً منذ تسلم رئيس البرلمان ديونكوندا تراوري مهام رئيس الجمهورية بالوكالة بعد اتفاق عقده الانقلابيون مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، فيما تزال المجموعات المسلحة من الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة أنصار الدين وكتائب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تسيطر على إقليم أزواد شمال البلاد وسط أنباء عن قرب حدوث كارثة إنسانية في الإقليم.
وكان الرئيس الانتقالي قد هدد يوم أمس في خطاب تنصيبه بشن حرب “شاملة وماحقة” على المجموعات المسيطرة في الشمال إذا هي “لم تعد إلى كنف الدولة المالية”، كما سبق لزعيم الانقلاب ممادو سانوغو أن طلب من “الدول الصديقة لمالي تقديم دعم للجيش المالي من أجل مواجهة هذه المجموعات”.