أكد أن الحرب التي خاضها النظام ضد القاعدة “حولت التنظيم المسلح من عصابة مشردة الى مشروع دولة قوية مدججة بالسلاح”
قال السالك ولد سيدي محمود؛ النائب البرلماني المعارض في موريتانيا، إن الأرقام التي تقدم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز في ألاك، “تخالف المؤشرات الحقيقية الموجودة بحوزة المؤسسسات النقدية الدولية”.
وأكد ولد سيدي محمود؛ في تصريح لصحراء ميديا، أن “هنالك ازمة اقتصادية حقيقية في موريتانيا”، وأن البنك الدولي فرض على الحكومة إيقاف مسابقات ولوج الوظيفة العمومية “التي شهدت خلال السنتين الماضيتين تقاعد أكثر من 3 آلاف موظف في مختلف أسلاكها”؛ مشيرا إلى أن ما تم اكتتابه لتعويض النقص الحاصل “لم يتجاوز 40 في المائة من هذا الرقم”.
وأضاف أن البنك الدولي “فرض على الحكومة تعهدا بعدم زيادة الرواتب، وتوقيف ضخ العملة الصعبة في السوق السوداء، بالإضافة إلى الامتناع عن دعم أي مادة اساسية مهما كانت، خلافا لما تقوم به حكومتا الدولتين الجارتين المغرب والسنغال”؛ بحسب تعبيره.
وقال النائب عن حزب تواصل الإسلامي إن الجهاز المخول بتحديد ارقام النمو في البلاد هو المكتب الوطني للإحصاء، “وهو معطل منذ سنتين، والمؤشرات كلها توحي بأن معدلات النمو تراجعت”؛ على حد وصفه.
وأشار إلى أن الدليل على وجود ما وصفه بتراجع معدلات النمو يظهر في “تفشي البطالة، وضعف القدرة الشرائية، وتدني خدمات الدولة، وعدم دعم المواد الاساسية بطريقة علمية اقتصادية حقيقية”، وأضاف: “هذه باختصار مؤشرات تعكس زيف ما ذهب اليه الرئيس في ألاك”.
ونبه ولد سيدي محمود إلى أن أهم عامل في الاقتصاديات المزدهرة هو امتصاص البطالة والتضخم، “وهو ما لم يحدث في موريتانيا”؛ كما قال.
وبخصوص المقاربة الأمنية التي ينتهجها النظام الموريتاني، أكد النائب المعارض أن الحرب التي خاضها النظام ضد القاعدة في الشمال المالي؛ “حولت التنظيم المسلح من عصابة مشردة الى مشروع دولة قوية مدججة بالسلاح”؛ مضيفا أن القاعدة “أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الامن القومي في موريتانيا والمنطقة، ستحول بموجبه الجيش الموريتاني الى حالة استنفار دائمة، مما يرهق ميزانية الدولة التي زادت نفقات عسكرية هذه السنة بخمسة مليارات، خاصة ان البلد في موسم جفاف وكان يجب تحويل هذا المبلغ الى التنمية”؛ بحسب قوله.
وأشار ولد سيدي محمود إلى أن ما وصفها بالمغامرة العسكرية “قضت على نظام ديمقراطي في دولة محورية مجاورة”؛ متهما ولد عبد العزيز بالمشاركة في اسقاط نظام آمادو توماني توري في مالي”لأنه لم يشارك في الحرب على القاعدة”.
وألمح النائب الإسلامي إلى أن موريتانيا “أصبحت اليوم مهددة بقيام دولة معادية على حدودها الشرقية، تديرها القاعدة التي لا شك في أنها ستعمل على تنفيذ هجمات ضد مصالح البلد”، مستغربا ما عبر عنه بتحويل الفشل الى نصر.