امبارك ولد محمود: الرق الموجود اليوم في موريتانيا لا يستند إلى أي أصل شرعي
دعا عدد من الأئمة والفقهاء الموريتانيين إلى ضرورة أن “يصدر علماء وفقهاء موريتانيا فتوى صريحة لا لبس فيها بخصوص الحكم الشرعي لظاهرة الاسترقاق المستشرية في البلد”، مؤكدين إدانتهم “القوية” لما قام به بيرام ولد اعبيدي من حرق الكتب الفقهية.
وقال الأئمة في نقطة صحفية نظمتها مبادرة الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صباح اليوم الثلاثاء، إنه “انطلاقا من إيماننا الجازم بما جاء في كتاب الله تعالى من إثبات العبودية، وسعيا منا إلى تفادي ارتكاب مزيد من الحماقات في المستقبل أسوأ مما تم ارتكابه، فإننا ندعو علماء وفقهاء البلد إلى استصدار فتوى صريحة لا لبس فيها بخصوص الحكم الشرعي لظاهرة الاسترقاق المستشرية في موريتانيا”.
مؤكدين أن موريتانيا “لم يعرف تاريخها يوماً حربا جهادية تبيح استعباد الإنسان لأخيه الإنسان وفق ما جاء في كتاب الله”، مطالبين الدولة بضرورة “تفعيل القوانين المجرمة للاسترقاق سبيلاً إلى القضاء النهائي والفوري على هذه الظاهرة المقيتة”، وفق قولهم.
وقال امبارك ولد محمود، إمام مسجد بمقاطعة تيارت، إن “الرق الموجود اليوم في موريتانيا لا يستند إلى أي أصل شرعي لأن الأصل في الإسلام الحرية والأمور التي تشرع الاستعباد لم يحدث منها شيء في موريتانيا”.
وأكد ولد محمود أن “سبب الاسترقاق الشرعي الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مفقود اليوم”، مضيفاً أن “لديه فتوى بذلك وقع عليها تسعة من أكابر العلماء الموريتانيين بينهم عدود وحمدا والددو”، وفق تعبيره.
كما أشار إلى أن “الفقهاء والعلماء الموريتانيون يجمعون على عدم شرعية الممارسات المستشرية في موريتانيا إلا أنهم لا يبذلون مجهوداً كافيا في توضيح ذلك للرأي العام”.
فيما قال بلال ولد محمود، إمام جامع الأمر والنهي عن المنكر، فقال إنه طلب مراراً من الرئيس محمد ولد عبد العزيز “حث العلماء على ضرورة استصدار فتوى حقيقية وموحدة تدين الممارسات الاسترقاقية”.
مشيراً إلى أنه شخصياً قد تضرر خلال حياته من “مخلفات العقليات الاسترقاقية، وذلك عندما تحفظ بعض المصلين من الصلاة خلفي لأنني “عبد”، وبالرغم من كوني غير مقتنع بشرعية تلك العبودية إلا أنني توجهت إلى من يعتبرونه مالكاً أصلياً لي حتى كتب لي صكاً بحريتي”، على حد تعبيره.
وطالب ولد محمود المجتمع الموريتاني بضرورة “المصارحة مع الذات، لأن هنالك من ينكرون العبودية ولكنهم يمارسونها في بيوتهم”، حسب تعبيره.