تستعد موريتانيا والسنغال لدخول نادي منتجي الغاز الطبيعي، وذلك بعد اكتشافات هائلة قبالة سواحلهما خلال السنوات الأخيرة، من أشهرها بئر السلحفاة الكبير (آحميم) المشترك بين البلدين، وآخرها بئر «أوركا ١» الموريتاني و «كايار ١» السنغالي.
ولكن وراء هذه الاكتشافات تقف سفينة حفر تتحرك منذ عدة سنوات في مياه البلدين، لتصنع واحدة من المعجزات التي تثير انتباه المحللين عبر العالم، إذ تشير الإحصائيات إلى أن عمليات تنقيب شركة «كوسموس» الأمريكية في المياه الموريتانية والسنغالية، حققت نسبة نجاح 100 في المائة، وهو ما يعني أن جميع عمليات الحفر التي قامت بها هذه السفينة كانت ناجحة.
السفينة من الحجم العملاق بالنظر إلى نوعها من السفن، إذ يصل طولها إلى 780 قدماً، وعرضها إلى 137 قدماً، وارتفاعها يصل إلى 62 قدماً، بينما يصل عدد أفراد طاقمها إلى 200 شخص.
السفينة في الخدمة من 2013، ومنذ ذلك الوقت وهي تتجول قبالة السواحل الأفريقية، وهي الآن موجودة في المياه الموريتانية، بموجب عقد مع شركة «كوسموس» الأمريكية التي تملك منذ سنوات رخصة للتنقيب في المياه الإقليمية الموريتانية، مع شركائها (بريتش بيتروليوم بنسبة 62٪ والشركة الموريتانية للمحروقات بنسبة 10٪)، ويتعلق الأمر بالمقاطع (c6, c8, c12, c13).
كان الاكتشاف الأول عام 2015 في منطقة «السلحفاة الكبير»، التي أصبحت فيما بعد تسمى (آحميم)، وهي المنطقة التي تقع على الحدود بين موريتانيا والسنغال، وفي نفس العام اكتشفت منطقة «مارسوين» التي أصبحت فيما بعد تسمى «بئر الله».
ويقع الاكتشافان في نفس القطاع (c8)، ويفصل ما بينهما قرابة ستين كيلومتراً داخل المياه الإقليمية الموريتانية، إذا يقع «بئر الله» إلى الشمال، وذلك في إطار حوض غازي يمتد لأكثر من مائتي كيلومتر قبالة السواحل الموريتانية والسنغالية.
وداخل منطقة «السلحفاة الكبير» تم حفر ثلاثة آبار، اثنان في المياه الموريتانية هما: «آحميم ١» و«السلحفاة ١»، وواحد في السنغال هو: «جومبيل»، وكانت هذه الآبار الثلاثة ناجحة إذ مكنت من الوصول إلى كميات معتبرة من الغاز الطبيعي عالي الجودة.
ولكن عمليات الحفر الناجحة التي قامت بها السفينة لم تتوقف عند المياه الإقليمية الموريتانية، وإنما حققت نفس النتائج المبهرة في المياه الإقليمية السنغالية، مع بئر «كايار ١» الواقع في منطقة «تيرانغا» قبالة العاصمة السنغالية دكار.
وتتحرك هذه السفينة بناء على المعطيات الفنية والجيولوجية التي بحوزة الشركة الأمريكية «كوسموس»، التي يبدو أنها تمتلك قاعدة بيانات صلبة فيما يتعلق بالمياه الموريتانية والسنغالية، مكنتها من تحقيق نسبة نجاح 100 في المائة، في 9 آبار حفرتها حتى الآن منذ دخولها هذه المياه قبل أكثر من ست سنوات، وهو رقم قياسي.
ولكن الشركة البريطانية «فالاريس» التي تمتلك سفينة الحفر العملاقة (Valaris DS-12)، لديها هي الأخرى خبرة كبيرة في مجال الحفر في المياه العميقة، وهي التي تمتلك 82 آلية حفر في المياه العميقة تتحرك في محيطات وبحار العالم.
وتشير أرقام شركة «فالاريس» الصادرة عام 2018، إلى أن نسبة 15 في المائة من عائداتها حصلت عليها من عقود مع شركة «توتال» الفرنسية، و11 في المائة من عقود مع شركة «آرامكو» السعودية، و7 في المائة من عقود مع شركة «بريتش بيتروليوم».
وكانت الشركة قد مددت عقدها مع شركة «كوسموس» الأمريكية للحفر والتنقيب قبالة السواحل الأفريقية، وفق تسعيرة تجاوزت 495 ألف دولار يومياً، وفق عقد ينتهي عام 2018، ويبدو أنه جرى تمديده دون إعلان التفاصيل.