أن تكون الوظيفة علي أساس الخبرة والسلوك الحسن والبشاشة وحسن المظهر؛ بالإضافة إلي الدراية الكاملة بخبايا المهنة فتلك سمة طيبة.
أما أن تكون علي أساس القبيلة والوساطة والمحسوبية فهي وصمة عار ستبقي مرسومة علي جبين كل واحد منا إلي أن تنمحي هذه العادة وتذهب أدراج الرياح.
سيكون الأمر غبيا إذا تخيلنا أن الأمور ستتغير بين عشية وضحاها، وقد تكون لها آثار جانبية أيضا إذا حاولنا الإسراع في تطبيق القوانين المجرمة لذلك.. قد يقول قائل أو أنت الوحيد الذي تكلم عن هذه الأمور وحاول تشخيصها؟ فالإجابة طبعا لا لست الوحيد ولكن التكرار قد يفيد بالأخص إذا كان مجتمعنا بات أرضية خصبة لبذر مثل هذه الأفكار.
أفكار بات الرجوع إليها محل إجماع من كافة أطياف المجتمع، الذي لم يعد ساكتا علي حرمان أصحاب الخبرة والكفاءة من تقلد المناصب الكبيرة، بدعوي أنهم ليسو من أهل الإدارة أو لنقل لا زالوا جدد علي الوظيفة.
لست بالمتشائم ولا المتحامل علي السلطة؛ فموقفي منها ثابت لا رجعة عنه، ولكن من باب أن الساكت عن الحق شيطان اخرس؛ فواقعنا اليوم لم يعد مثل الأمس كما أن غدا ليس مثل اليوم، فلا زلنا نلاحظ تحركات مشبوهة تقوم بها شخصيات كبيرة بين الفينة والأخرى من اجل تعين فلان أو علان في المكان كذا بعد دفع الأخير للمقابل طبعا.
قد يقول البعض هذا لأن هؤلاء ليسوا من أصحاب المخزن ولا يعرفون مكامن الخلل داخل الإدارة؛ وبالتالي لا داعي لتعينهم في تلك المناصب وكأن الوظائف أضحت من متاعهم الخاص يوزعونها كما يريدون بين أصحاب الحظوة ومن يدور في فلكهم.
فحري بنا والحالة هذه؛ أن نقف وقفة رجل واحد في وجه هذه المسلكيات، وان نضع نصب أعيننا المصلحة العامة للبلد قبل التفكير في تعمير الجيوب والتي لن تعود علي البلد والمواطن إلا بمزيد من المشاكل ونحن في غنى عنها؛ فبلدنا يا سادة لازال بحاجة إلي العقول قبل اللجوء إلي توسيع النفوذ.