السكان يطالبون برحيل “الجماعات الإسلامية المسلحة” ويعتدون على شبان من جماعة أنصار الدين
غاو ــ عثمان أغ محمد عثمان
قضى هذا المقاتل ليلته على أحد أهم شوارع مدينة غاو وهو يشرف على فرض حظر التجول الذي فرضته الجماعات المسلحة بالمدينة بعد المظاهرات التي اندلعت يوم أمس للمطالبة برحيل الجماعات الإسلامية المسلحة والتي تفرقت على وقع إطلاق نار الأسلحة الثقيلة والخفيفة في الهواء والتي ظلت متواصلة حتى منتصف اليوم.
مع الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء بدت جميع شوارع المدينة خالية من أي حركة عدا هؤلاء المقاتلين التابعين للحركة الوطنية لتحرير أزواد وبعض عناصر الجماعات الإسلامية، في ظل أجواء مشحونة وأنباء تتردد عن التحضير لمظاهرات أخرى يقوم بها عنصر السونغاي الذي يشكل أغلبية السكان.
إبراهيم توري، مدير محطة وقود في غاو، قال لصحراء ميديا إن “على حركة أنصار الدين وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أن يعرفوا أننا مسلمون قبل أن يأتوا إلينا ولن نغير إسلامنا”، مشددا على ضرورة أن ترحل هذه الجماعات عن المدينة.
وأضاف توري “نحن مستعدون للموت ولهذا أرسلنا عائلاتنا قبل وصول هذه الجماعات إلى المدينة”، قبل أن يختم حديثه بانفعال “إننا مستعدون لحمل السلاح في وجه هذه الجماعات.. فالموت مرة واحدة فقط”، وفق تعبيره.
لا يختلف رأي إبراهيم توري عن وجهة النظر التي يبديها أغلب سكان المدينة من السونغاي الذين يعتبرون غاو موطنهم الأصلي حيث تأسست في عهد إمارة السونغاي التي سيطرت على بلاد السودان في القرن السابع الميلادي.
رفض وجود الجماعات الإسلامية المسلحة هو الذي دفع سكان المدينة للخروج يوم أمس الاثنين في مظاهرات تواصلت حتى منتصف الليل، طالبوا خلالها برحيل المقاتلين الوافدين الذين يعتبرونهم “دخلاء على المدينة”.
وقد قام المتظاهرون يوم أمس بإضرام النار في إطارات وأكياس نفاية وسط المدينة مغلقين بذلك بعض الشوارع، كما اعتدوا على ثلاثة شبان ينتمون لحركة أنصار الدين كانوا يرتدون الزي المدني ويتجولون في المدينة إبان المظاهرات.
أحد الشبان قال لصحراء ميديا “كنت ورفيقي نمر عبر أحد الشوارع قبل أن يهاجمنا المتظاهرون بالعصي، حاولت أن أقاومهم ولكنني أدركت أنهم يريدون قتلي فمثلت لهم أنني ميت فتركوني”، مشيراً إلى أنه فقد أي صلة برفيقيه الذين قال إنه سمع أن أحدهما موجود في المستشفى.
الجماعات المسلحة ردت على المتظاهرين بإطلاق النار في الهواء، مستخدمة في ذلك أسلحة خفيفة وثقيلة، وحسب مصادر طبية بالمدينة فإن أحد المتظاهرين أصيب بطلق ناري في الكتف، بينما أصيب آخر في اليد، وهو ما أكده شهود عيان لصحراء ميديا.
وحسب بعض السكان المحليين فإن الجماعات المسلحة قامت باعتقال أكثر من عشرة أشخاص رفضوا التقيد بحظر التجول المفروض في المدينة منذ الساعات الأولى من الليلة البارحة.
ورغم توقف المظاهرات عند حوالي منتصف الليل وفرض حظر التجول إلا أن أصوات مدافع ثقيلة وأخرى خفيفة بقيت مسموعة من حين لآخر وفي مناطق متفرقة من المدينة، وهو ما قالت الجماعات المسلحة إنه “جنود يدربون أسلحتهم تحسباً لأي طارئ”، فيما اعتبره السكان نوعاً من استعراض القوة.