حاما آغ سيد أحمد: لدينا أدلة على تعامل السلطات المالية مع القاعدة سنكشف عنها في حينها
قال حاما آغ سيد أحمد، مسؤول العلاقات الخارجية والناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد المتشكلة حديثا، إن الحركة على استعداد لمحاربة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي “إذا وجدت الدعم السياسي والاقتصادي”، مؤكدا أن العرض “مفتوح لكل من يريد محاربة التنظيم”.
آغ سيد أحمد كان يتحدث خلال مقابلة مع صحراء ميديا هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الحركة منتصف أكتوبر الماضي، حيث قال إن مطالب الحركة تتدرج ما بين مطالب بـ”الانفصال” ومطالب أخرى بـ”حكم فدرالي في الولايات الشمالية الثلاثة”.
كما نفى مسؤول الحركة الوطنية لتحرير أزواد الأنباء التي ترددت عن تأسيس منظمة إسلامية من طرف اياد أغ غالي، مؤكداً أن آغ غالي بوصفه “أحد الوجهاء” فإنه يقوم بالعمل على “سحب الشباب الذين جندهم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وضمهم إلى الحركة”.
نص المقابلة:
صحراء ميديا: لم تصدروا أي بيان منذ دخولكم الجديد للساحة، وإنما اقتصرتم على إعلان لتأسيس “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” خلال اتصال من شخص “فضل عدم الكشف عن هويته” مع مراسل فرانس برس، وهو ما يجعله إعلانا غير رسمي.. وبالتالي فإننا نسألكم عن حقيقة الحركة وكيف تأسست؟ وهل هي حركة واحدة أم أنها إئتلاف لحركات عدة؟
حاما اغ سيد احمد: منذ حوالي سنة دخل الشباب من “الجيل الجديد”، الذين أسسوا الحركة الوطنية الأزوادية بمالي، في اجتماعات معنا بالداخل والخارج، حيث وعدهم ابراهيم اغ بهنغا بالتنسيق والوحدة وهو ما كان محل إجماع كافة الأطراف.
نهاية يوليو الماضي (07/2011) قمت أنا وإبراهيم آغ بهنغا بالاتصال بعدة أشخاص في ليبيا ومن بينهم محمد أغ ناجم حيث طلبنا منهم الانضمام إلينا والتخلي عن القذافي، فوافقوا على ذلك وخاصة محمد أغ ناجم الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بابراهيم اغ بهنغا منذ التسعينات، فكثيرا ما كانوا متفقين في وجهات النظر.
غادر محمد آغ ناجم ليبيا مطلع شهر أغسطس لينضم لحركة “طوارق شمال مالي” التي يترأسها اغ بهنغا، مما يعني أنه غادر ليبيا وهو عضو في الحركة والحادث الذي تعرض له آغ بهنغا حدث عندما كان مسافرا لاستقباله.
بعد وصول محمد آغ ناجم جرى اجتماع بناء على التزامات آغ بهنغا قبل وفاته، وضم الاجتماع عدة جهات منها الحركة الوطنية الأزوادية وحركة الطوارق في شمال مالي، إضافة إلى القادمين من ليبيا، وجرت سلسلة الاجتماعات في ظاكاك (على بعد 200 كلم من كيدال) لتستمر في الفترة ما بين 7 إلى 16 أكتوبر، حيث اتفقنا على التوحد في حركة واحدة اسمها “الحركة الوطنية لتحرير أزواد”.
وتم اختيار المكتب التالي:
بلال اغ الشريف: أمين عام وهو أحد الخرجين الجامعيين الشباب.
ومحمد اغ ناجم: رئيس أركان.
حاما اغ سيد احمد: ناطق رسمي ومسؤول العلاقات الخارجية.
ومحمود اغ غالي: أمين الشؤن السياسية.
صحراء ميديا: ماهي مطالب الحركة الجديدة؟
حاما اغ سيد احمد: البعض يرى أن حكم مالي مضر بالمنطقة ولابد من الانفصال، فيما يرى البعض الآخر أن يكون هناك حكم فدرالي في الولايات الشمالية الثلاثة.
صحراء ميديا: ما هي حقيقة المفاوضات؟ وأين وصلت؟ وإلى أين تتجه؟
حاما اغ سيد احمد: لا توجد حتى الآن أي مفاوضات، فنحن أسسنا حركة ولدينا مطالبنا ومستعدون للتفاوض، إلا أن كل مانراه هو محاولة الحكومة الحالية لكسب الوقت إلى أن تنتهى الفترة الرئاسية للرئيس الحالي دون مشاكل، ونحن لا نملك الوقت ولن نسمح بذلك.
صحراء ميديا: المتداول إعلاميا هو أنكم تريدون مفاوضات في دولة خارجية تكون مراقبة وقد وافقت مالي على ذلك.. ما صحة ذلك؟
حاما اغ سيد احمد: نحن إلى الآن لم نتلق أي طلب رسمي للمفاوضات من قبل الحكومة المالية، في بعض الأحيان تأتينا بعض الوفود دون أن تحمل أي طابع رسمي.
صحراء ميديا: من أين تجدون تموينكم ووقودكم ومصاريفكم؟
حاما اغ سيد احمد: نحن ننفق مما لدينا فكل منا وضع ماله تحت تصرف الحركة، حتى النساء أسسن صناديق لتمويل الحركة!
صحراء ميديا: هل هنالك دول تساندكم وما هي؟ وما موقف الجزائر وفرنسا منكم؟
حاما اغ سيد احمد: فرنسا والجزائر ودول الجوار على علم بأن هناك مشكلة كبيرة في المنطقة، تتمثل في الإرهاب وقد أضيفت إليها مشكلة أخرى، وينبغي أن يسعى الجميع من أجل حل المشكلة وبشكل سلمي، وكل تلك الدول تدعو للحوار والحل السلمي.
كما أن تلك الدول أيضا كانت شاهدة على الاتفاقيات الأخيرة التي لم تتجاوز التوقيع عليها مثل اتفاقية 2006، الآن.. المشكلة تغيرت والمطالب تغيرت والظروف تغيرت فهناك القادمون من ليبيا وغيرهم وهم مأهلون لحفط الأمن في المنطقة ولكن إذا لم تحل مشكلتهم بشكل جيد فلن يتم ذلك.
صحراء ميديا: كيف تنظرون لمن انشق عنكم وانضم لمالي؟
حاما اغ سيد احمد: هم لم يكونوا منا، فبعد أن هزم القذافي هناك عدة أشخاص جاءوا بسياراتهم ومعداتهم، ولم يسبق لهؤلاء أن انضموا إلينا حتى ينشقوا عنا، أما من تخلى عن القذافي وغادر إلينا فأولئك ما زالوا معنا ولم ينشقوا.
صحراء ميديا: ما موقفكم من الأزواديين المضادين للحركة؟
حاما اغ سيد احمد: لم يسبق أن اتفق الجميع على حركة واحدة في كل الحركات السابقة ولكل قناعته وأسبابه ولكل دور يؤديه سواء في الحركة أو داخل البلاد، ومن الناس من لديه أسباب خاصة كالخوف من الحكومة وما إلى ذلك من أسباب.
وهذه الحركة مدعومة جدا من أبناء أزواد رجالا ونساء، فهم يرون أن الحكومة عديمة الفائدة بالنسبة لهم، ولذا يجب أن يكون هنالك بديل لها يكون أكثر فائدة عليهم، وذلك البديل يرون أنه الحركة.
صحراء ميديا: ما هي علاقتكم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟
حاما اغ سيد احمد: ليست لدينا أية علاقة بهم ونحن نعتبرهم أعداء، وذلك لعدة أسباب منها أنهم جاؤوا إلينا من الخارج ليفسدوا اعتدالنا التقليدي ويغيروا ديننا الذي وجدنا عليه آباءنا وفقهاءنا ويشوهوا سمعتنا، كما أنهم معادين لكل من جاء لتنمية مناطقنا من منظمات دولية حيث يختطفون مسؤوليها ويقتلونهم، ففي ذلك أكبر إساءة لنا حين أوقفوا العمل التنموي.
هذا إضافة إلى أنهم يتعاملون مع السلطات الرسمية المالية…
صحراء ميديا: هل لديكم أدلة على اتهامكم للحكومة المالية بالتعامل مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي؟
حاما اغ سيد احمد: نحن على علم بتعامل السلطات المالية مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وذلك من خلال مسؤوليها ووجهائها وأمنها، ولدينا أدلة على ذلك لن نكشف عنها في الوقت الحالي.
وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قام بتجنيد عدد من أبنائنا وذلك لجهلهم بالتنظيم، فهم في صحراء مقفلة لا يعلمون شيئاً عن هذا التنظيم، حيث يعتقد بعضهم أن العمل مع التنظيم جائز فيما يرى البعض الآخر أنه مجرد شركة مدرة للدخل.
ونحن نرى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يشكل خطرا جدياً علينا وعلى سمعتنا، وهو يتساوى مع الحكومة المالية في إفساد أرضنا، وجميعهم يسعون للنيل منا ومن تقاليدنا المعتدلة وإلى طردنا من أرضنا.
صحراء ميديا: يقال إن اياد أغ غالي أسس منطمة إسلامية، هل ذلك صحيح؟
حاما اغ سيد احمد: بتاتاً.. لا أساس لذلك من الصحة.
صحراء ميديا: ما موقف اياد اغ غالي من الحركة وهل له دور فيها؟
حاما اغ سيد احمد: اياد آغ غالي واحد من الوجهاء، ودوره الآن يتركز على سحب الشباب الذين جندهم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وضمهم إلى الحركة.
صحراء ميديا: يقال إنكم بعتم أسلحة ثقيلة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ما صحة ذلك؟
حاما اغ سيد احمد: نحن بحاجة إلى الأسلحة وإذا لم نزد ما بحوزتنا منها فإننا على الأقل لن ننقصه، غير أن هنالك أشخاص جاؤوا من ليبيا بأسلحة وهم غير تابعين لأية جهة وكل ما يسعون له هو كسب المال بأي طريقة، وهذا النوع من التصرفات هو نتيجة لغياب الأمن والاستقرار الذي نسعى إليه.
صحراء ميديا: بعد حركة 2006 والمواجهات بينكم وبين الجيش المالي، كيف تنظرون لإمكانية تجدد تلك المواجهات بينكم وبين أبناء أزواد من الملشيات والأزواديين المندمجين في الجيش المالي؟
حاما اغ سيد احمد: لقد اتصلنا بقيادات عربية أكدت لنا أنهم لن يحاربوا من يسعى لمصلحة الأرض، وأن ما حدث 2006 هو أن الحكومة وعدت العرب والطوارق بأنها سوف تقدم لهم عدة امتيازات إن هم حاربونا من خلال العقيدين الهجي غامو وولد ميدو، إلا أن الحكومة المالية طبعاً لم تفِ بوعدها، ولذلك فهم غير مستعدين لمحاربتنا.
ونحن على علم بأن الحكومة تعمل الآن على تكوين مليشيات في (غاو)، ولن نعطيهم الفرصة لتكوين تلك الملشيات، وكل من تقدم لمحاربتنا سوف نعتبره عدواً وسوف نذهب لمحاربته حتى قبل أن يتحرك باتجاهنا.
ولا نعتقد بأن أبناء أزواد سوف يرضون بمحاربة من يريد مصلحة بلدهم، ونحن على يقين بأن ثمانين في المائة من الشعب معنا.
صحراء ميديا: ما هو الحل الذي ترون أنه كفيل بإنهاء المشكلة؟ وما مدى جديتكم في حل المشكلة سلميا؟
حاما اغ سيد احمد: نحن نرى أن الحل الوحيد يأتي من خلال المفاوضات، فالحل السلمي هو الأمثل وليس له بديل، ونحن لدينا مشكلة كبيرة جدا في قارتنا الإفريقية حيث أن المشكلة التي يمكن حلها سلميا لا يتم حلها إلا بالحرب، فمهما كانت رغبتك في حل المشكلة سلميا فإنك تضطر إلى المحاربة أولا لحلها عسكريا.
والحكومة المالية شاهدناها تعمل منذ 4 سنوات على زعزعة السلام والأمن في المنطقة.
صحراء ميديا: يقال إن بعض الدول منها فرنسا وأمريكا طلبت منكم بشكل غير رسمي محاربة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟
حاما اغ سيد احمد: من المعروف أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي موجود في بلادنا، وأن الحكومة المالية هي التي أوجدت له الطريق على الأرض، ونحن مستعدون لمحاربته إذا وجدنا الدعم السياسي والاقتصادي، وهذا مفتوح لكل من يريد محاربة ذلك التنظيم الإرهابي، فهذا عدونا بالدرجة الأولى وعدو ديننا وسمعتنا ونحن مستعدون لمحاربته إذا وجدنا من يقف معنا.