مصطفى نياس وشيخ تيجاني غاديو يعلنون دعمهم لماكي صال في الشوط الثاني
بدأت الصورة في السنغال تتضح شيئا فشيئا وتكشف عن لجوء أكيد إلى الشوط الثاني لاختيار رئيس للجمهورية، والخيار حسب النتائج الجزئية محصور بين الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد، ووزيره الأول السابق ماكي صال.
الحاج حمادو سال، أحد مسؤولي الحملة الانتخابية للرئيس عبد الله واد، قال في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء إن “كل شيء يدل على اللجوء إلى شوط ثان”، مؤكدا أن “كل الأرقام تقول ذلك”، حسب تعبيره.
وذلك في إشارة إلى النتائج الجزئية التي أعلن عنها منذ يوم الأحد والمبنية على فرز 30 منطقة من أصل 45، حيث أشار عبد الله واد إلى أنه تجاوز 36% وقد يصل إلى 40%، مؤكداً على أن “كل شيء ما زال ممكنا، الفوز أو الدورة الثانية”.
إلا أن المواجهة أصبحت “شبه محتومة” مع ماكي صال، الرجل الذي كان يحظى بثقة عبد الله واد قبل أن يبعده سنة 2008، فيما يرى المراقبون أن وضعية واد أصبحت “محرجة” لأنه استنزف مخزونه الانتخابي في الشوط الأول.
وكان واد قد قال في مؤتمر الصحفي يوم أمس الاثنين إنه “سيعمل في ضوء احتمال إجراء شوط ثان على استنباط كل إمكانيات التفاهم مع قوى سياسية أخرى وفق إجراءات يتفق عليها”، ولكنه أمر صعب مرهون بتغير للوضعية السياسية الحالية، حسب تعبير المراقبين.
“كل شيء ما عدا واد”
أما على مستوى المعارضة فيبدو أن الوضع أكثر راحة، حيث بدأ الجميع في رفع شعار “كل شيء ما عدا واد”، كما وعد زعماؤها بالتوحد وراء المرشح الأفضل لخوض الشوط الثاني.
ائتلاف (بينو سيجيل سينيجال) الداعم للمرشح مصطفى انياس، كان أول من دعا زعماء المعارضة إلى توحيد جهودهم لمواجهة عبد الله واد، مؤكدا أنه سيواصل معركته ضد ترشح عبد الله واد “غير الدستوري”، حسب تعبيره.
الائتلاف لم يترك الفرصة تمضي قبل أن يوجه دعوة إلى الرئيس السنغالي المنتهية ولايته يطالبه فيها “بالانسحاب من السباق خدمة للبلاد ومحافظة على السلم والاستقرار”.
كما عبر عن قلقه من موقف محكمة الاستئناف واللجنة الانتخابية الوطنية التي قال إنها “قبل أن تستقبل النتائج على مستوى المقاطعات بدأت الفرز على المستوى الوطني”، محذراً من “محاولة أي دفعة تقوم بها لصالح عبد الله واد”، حسب وصفه.
ويعتبر مرشح الائتلاف مصطفى نياس هو صاحب المرتبة الثالثة، وذلك حسب ما تشير إليه النتائج الجزئية التي بدأ الإعلان عنها منذ يوم الأحد الماضي، وذلك بحصوله على نسبة 18% بعد ماكي صال بنسبة 25,24%، وعبد الله واد بنسبة 32,17%.
من جهته أعلن الناطق الرسمي باسم المرشح شيخ تيجاني غاديو أنهم سيدعمون ماكي صال خلال الشوط الثاني، حيث قال “سنرافق الرئيس ماكي صال من أجل إنهاء نظام عبد الله واد”، حسب تعبيره.
وأضاف أن “السنغاليين قد اختاروا أن يضعوا في المقدمة كلا من ماكي صال وعبد الله واد؛ ونحن نقول بصراحة إننا ندعم المرشح ماكي صال”، مبررا موقفهم بأن “ماكي صال هو الشخصالأكثر قبولاً، ولأن مواقفهم منطقية ومتماسكة، ومن غير المعقول أن يصوتوا لصالح عبد الله واد”.
المراقبون: نتيجة لا تحيل إلى شوط ثان “مستحيلة إحصائياً”
الاتحاد الأوروبي الذي أرسل بعثة من المراقبين إلى السنغال لمتابعة الانتخابات الرئاسية دعا اليوم الثلاثاء كافة الأطراف في العملية الانتخابية بالسنغال إلى “ضبط النفس”، والاستمرار في العملية الانتخابية لاختيار رئيس للبلاد “ضمن مناخ من التوافق والالتزام بما تتبناه اللجنة المشرفة على الاقتراع”.
كما أشاد الاتحاد الأوروبي في بيان صادر عن مكتب الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية في بروكسل بـ”سير العملية الانتخابية في السنغال وبالمناخ السلمي الذي واكبها حتى الآن”.
كما أقر ضمنا إنها ستتمخض عن جولة ثانية لاختيار الرئيس المقبل للبلاد، حيث اعتبر تيجس برمان، مسؤول بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الاوروبي في السنغال، في تصريح اليوم الثلاثاء أنه ستجرى “على الأرجح دورة ثانية”، مؤكداً أن أي نتيجة أخرى تبدو “مستحيلة إحصائيا”، حسب تعبيره.
وأضاف المسؤول الأوروبي أن البعثة “لم تلاحظ أي شوائب كبيرة خلال وبعد التصويت”، وهو ما أكدته بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الافريقي بقيادة الرئيس النيجيري السابق اولوسيغون اوباسانجو، حيث قالت إنها “لم تلاحظ أي حادث هام يمكن أن يكون له تأثير كبير على التصويت”.