ناشط بيئي موريتاني قرر احتضان المئات منها في منزله لحمايتها
الربيع ولد ادوم – نواكشوط
يناضل ناشط بيئي موريتاني لحماية عشرات السلاحف البرية المهددة بالانقراض في بيته، في إطار “تربية السلاحف في المنزل البيئي” وهو مشروع طموح لحماية البيئة يتم العمل عليه منذ 10 سنوات في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
بمب ولد الساموري ولد سويدات مدير المشروع هو مدير مصلحة متقاعد في البنك الدولي لدول غرب إفريقيا وهو عضو في منظمة حماية السلاحف العالمية، ويربي في منزله مئات السلاحف، حيث يطلق اجيالا منها كل عام للعيش في صحراء موريتانيا بعد تربيتها طول العام بمعدل 70 سلحفاة كل 10 شهور.
الناشط البيئي ومؤسس المشروع الاول من نوعه يحلم بــ “حياة أكثر كرامة للسلاحف” التي لا تصنف من الحيوانات المحببة لدى الموريتانيين.
وفي لقاء مع صحراء ميديا يقول ولد سويدات: “تواجه السلاحف خطر الانقراض ولذلك نحاول حمايتها من خلال تربيتها في ظروف بيئية وإطلاق اعداد منها في المواطن الصحراوية حيث يمكنها ان تعيش في ظروف طبيعية”.
وبحسب بمب الذي صار خبيرا في شؤون السلاحف بعد التعايش معها والقيام بأبحاث تتعلق بها فان المشكلة الرئيسية التي تواجه السلحفاة البرية هي أنّ الكثير من الناس في موريتانيا يتناولون لحومها أو يسعون للقضاء عليها، او يريدونها حيوانًا أليفا في بيوتهم دون معرفة طرق تربيتها، والمكونات الغذائية التي يصعب توفيرها لها منزليا، ولهذا فهي تموت خلال وقت قصير”.
العناية بالسلاحف كلفت بمبه تغييرا كاملا وتغييرات كبيرة بمنزله الكبير (مساحة 3000 متر مربع) وتحويله الى واحة خضراء زرع فيها كل أنواع الفواكه والأشجار النادرة لتجد بيئة مناسبة للعيش بكرامة“.
ويستقبل الناشط عشرات البعثات من الناشطين والمهتمين سنويا حيث يقومون بإجراء دراسات على السلاحف، كما تقوم المدارس والجامعات باقتراح زيارات لمزرعة السلاحف وكتابة قصص ومقالات ورسائل تخرج حول حولها.
ويثير حفيظة ناشطين بيئيين موريتانيين ان السلاحف غالبا ما تتعرض للإهانة خلال لعب الأطفال الذين يقومون بقلبها على ظهرها وهذا يساعد في موتها بسرعة لأنه يصعب عودتها الى وضعبتها الطبيعية كما تواجه السلاحف الخطر كلما كانت اصغر سنا إضافة الى استعمالها للدواء دون وصفات طبية واستعمال دروعها من طرف المصارعين في الميادين الرياضية كدعم روحي” يقود الى النصر.
كما يسعون لتوعية الناس الى كون السلاحف تتسبب في المرض حال الاختلاط بها دون دراية، فهي تحمل بكتيريا “السلمونيلا” التي تؤدّي إلى “تلبك معوي شديد” وهي قادرة على نقل العدوى خاصة حين لا يتم غسل أو تعقيم اليدين بعد ملاطفتها او لعب الأطفال بها.